٣٠ أبريل ٢٠٠٨

مصر ملطشة الدنيا







مصر ملطشة الدنيا! بقلم :

فوزي تاج الدين - صحيفة الوفد

منذ أيام قليلة تذكر البعض ذكري وفاة د. جمال حمدان ـ الخامسة عشرة ـ فدار في ذهني ما أشار إليه من أن مصر زعيمة العرب وأن الوحدة العربية بدون مصر مثل هاملت بدون الأمير. تذكرت أيضًا أن مصر ذكرت في القرآن الكريم في خمسة مواضع، كما أن رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم أوصي أصحابه بقبطها واصفًا إياهم بأنهم خير أجناد الأرض. كما أن نابليون بونابرت، أشاد بالمصريين. الأمثلة كثيرة علي أن مصر أم الدنيا. وهذا ما سمعناه جميعًا منذ أن كنا صغار السن.
تري: هل حقا مازالت مصر أم الدنيا؟ ما يحدث من وقائع وما نشهده من أحداث يؤكد أنها لم تعد أم الدنيا.. ولنعد إلي صفحات جرائدنا القومية.. فلا يكاد يمر يوم حتي نقرأ:
أريتريا تحتجز بعض الصيادين المصريين!! اليمن تطارد بعض مراكب الصيد المصرية، موت عدد كبير من الشباب المصري علي سواحل ايطاليا واليونان!! اعدام بعض العمال في ليبيا، طرد آخرين من الكويت!! عشرات الأخبار تؤكد أن مصر أصبحت ملطشة العرب بل ودول العالم أجمع.
تري: هل تتغير مناهجنا لتشير إلي واقعنا الجديد؟ أم هل من سبيل لاعادة مصر إلي ما كانت عليه من قبل؟. وهل هناك علاقة بين ما نراه الان من أن المصري أصبح ملطشة علي أرضه وعلي يد الحكومة عملا بمقولة بيدي لا بيد عمرو، وأن هذا الأمر تخطي حاجز الحدود. من يجيبنا عن هذا السؤال؟

العم إبراهيم وجادالله اليهودي






العم إبراهيم وجادالله اليهودي




في مكان ما في فرنسا قبل ما يقارب الخمسين عاماً كان هناك شيخ -‏ بمعنى كبير السن - ‏تركي عمره خمسون عاماً اسمه إبراهيم ويعمل في محل لبيع الأغذية ..‏هذا المحل يقع في عمارة تسكن في أحد شققها عائلة يهودية، ولهذه العائلة اليهودية إبن اسمه (جاد)، له من العمر سبعة أعوام ..اليهودي جاد ..اعتاد الطفل جاد ‏أن يأتي لمحل العم إبراهيم يومياً لشراء احتياجات المنزل، وكان في كل مرة وعند خروجه يستغفل العم إبراهيم ويسرق قطعة شوكولاته ..‏في يوم ما، نسي جاد ‏أن يسرق قطعة شوكولاتة عند خروجه فنادى عليه العم إبراهيموأخبره بأنه نسي أن يأخذ قطعة الشوكولاتة التي يأخذها يومياً !‏أصيب جاد ‏بالرعب لأنه كان يظن بأن العم إبراهيم لا يعلم عن سرقته شيئاً وأخذ يناشد العم بأن يسامحه وأخذ يعده بأن لا يسرق قطعة شوكولاته مرة أخرى ..‏فقال له العم إبراهيم :" ‏لا ، تعدني بأن لا تسرق أي شيء في حياتك ،وكل يوم وعند خروجك خذ قطعة الشوكولاتة فهي لك " ..‏فوافق جاد ‏بفرح ..‏مرت السنوات وأصبح العم إبراهيم بمثابة الأب والصديق والأم لـجاد، ذلك الولد اليهودي ..كان جاد ‏إذا تضايق من أمر أو واجه مشكلة يأتي للعم إبراهيم ويعرض له المشكلةوعندما ينتهي يُخرج العم إبراهيم كتاب من درج في المحل ويعطيه جاد‏ويطلب منه أن يفتح صفحة عشوائية من هذا الكتاب وبعد أن يفتح جاد ‏الصفحة يقوم العم إبراهيم بقراءة الصفحتين التي تظهر وبعد ذلك يُغلق الكتاب ويحل المشكلة ويخرج جاد ‏وقد انزاح همه وهدأ باله وحُلّت مشكلته .‏مرت السنوات وهذا هو حال جاد ‏مع العم إبراهيم، التركي المسلم كبير السن غير المتعلم !‏وبعد سبعة عشر عاماً أصبح جاد ‏شاباً في الرابعة والعشرين من عمره وأصبح العم إبراهيم في السابعة والستين من عمره ..‏توفي العم إبراهيم وقبل وفاته ترك صندوقاً لأبنائه ووضع بداخله الكتاب الذي كان جاد ‏يراه كلما زاره في المحل ووصى أبناءه بأن يعطوه جاد ‏بعد وفاته كهدية منه لـ جاد ‏، الشاب اليهودي !‏علم جاد ‏بوفاة العم إبراهيم عندما قام أبناء العم إبراهيم بإيصال الصندوق له وحزن حزناً شديداً وهام على وجهه حيث كان العم إبراهيم هو الأنيس له والمجير له من لهيب المشاكل .. !ومرت الأيام ..في يوم ما حصلت مشكلة لـ جاد ‏فتذكر العم إبراهيم ومعه تذكر الصندوق الذي تركه له،فعاد للصندوق وفتحه وإذا به يجد الكتاب الذي كان يفتحه في كل مرة يزور العم في محله !‏فتح جاد ‏صفحة في الكتاب ولكن الكتاب مكتوب باللغة العربية وهو لا يعرفها، فذهب لزميل تونسي له وطلب منه أن يقرأ صفحتين من هذا الكتاب ، فقرأها !‏وبعد أن شرح جاد ‏مشكلته لزميله التونسي أوجد هذا التونسي الحل لـ جاد !‏ذُهل جاد ‏وسأله : ‏ما هذا الكتاب ؟فقال له التونسي : ‏هذا هو القرآن الكريم ، كتاب المسلمين !‏فرد جاد ‏وكيف أصبح مسلماً ؟فقال التونسي: ‏أن تنطق الشهادة وتتبع الشريعةفقال ‏جاد: ‏أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول اللهالمسلم جاد الله ..أسلم جاد واختار له اسماً هو "‏جاد الله القرآني" ‏وقد اختاره تعظيماً لهذا الكتاب المبهر وقرر أن يسخر ما بقي له في هذه الحياة في خدمة هذا الكتاب الكريم ..‏تعلم ‏جاد الله ‏القرآن وفهمه وبدأ يدعو إلى الله في أوروبا حتى أسلم على يده خلق كثير وصلوا لستة آلاف يهودي ونصراني ..‏في يوم ما وبينما هو يقلب في أوراقه القديمة فتح القرآن الذي أهداه له العم إبراهيموإذا هو يجد بداخله في البداية خريطة العالم وعلى قارة أفريقيا توقيع العم إبراهيم وفي الأسفل قد كُتبت الآية :"‏أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " !‏فتنبه ‏جاد الله ‏وأيقن بأن هذه وصية من العم إبراهيم له وقرر تنفيذها ..‏ترك أوروبا وذهب يدعوا لله في كينيا وجنوب السودان وأوغندا والدول المجاورة لها ،وأسلم على يده من قبائل الزولو وحدها أكثر من ستة ملايين إنسان .. !وفاته ..‏جاد الله القرآني‏، هذا المسلم الحق، الداعية الملهم، قضى في الإسلام 30 ‏سنة سخرها جميعها في الدعوة لله في مجاهل أفريقيا وأسلم على يده الملايين من البشر‏توفي ‏جاد الله القرآني ‏في عام 2003‏م بسبب الأمراض التي أصابته في أفريقيا في سبيل الدعوة لله ..‏كان وقتها يبلغ من العمر أربعة وخمسين عاماً قضاها في رحاب الدعوة ..الحكاية لم تنته بعد .. !أمه ، اليهودية المتعصبة والمعلمة الجامعية والتربوية ، أسلمت في العام الماضي فقط ، أسلمت عام 2005‏م بعد سنتين من وفاة إبنها الداعية ..‏أسلمت وعمرها سبعون عاماً ، وتقول أنها أمضت الثلاثين سنة التي كان فيها إبنها مسلماً تحارب من أجل إعادته للديانة اليهودية ، وأنها بخبرتها وتعليمها وقدرتها على الإقناع لم تستطع أن تقنع ابنها بالعودة بينما استطاع العم إبراهيم، ذلك المسلم الغير متعلم كبير السن أن يعلق قلب ابنها بالإسلام ! ‏وإن هذا لهو الدين الصحيح ..‏أسأل الله أن يحفظها ويثبتها على الخير ..ولكن، لماذا أسلم؟يقول جاد الله القرآني، أن العم إبراهيم ولمدة سبعة عشر عاماً لم يقل "‏يا كافر" ‏أو "‏يا يهودي" ‏،ولم يقل له حتى "‏أسلِم " .. !‏تخيل خلال سبعة عشر عاما لم يحدثه عن الدين أبداً ولا عن الإسلام ولا عن اليهودية !‏شيخ كبير غير متعلم عرف كيف يجعل قلب هذا الطفل يتعلق بالقرآن !سأله الشيخ عندما التقاه في أحد اللقاءات عن شعوره وقد أسلم على يده ملايين البشر فرد بأنه لا يشعر بفضل أو فخر لأنه بحسب قوله رحمه الله يرد جزءاً من جميل العم إبراهيم يقول الدكتور صفوت حجازي بأنه وخلال مؤتمر في لندن يبحث في موضوع دارفور وكيفية دعم المسلمين المحتاجين هناك من خطر التنصير والحرب، قابل أحد شيوخ قبيلة الزولو والذي يسكن في منطقة دارفور وخلال الحديثسأله الدكتور حجازي: ‏هل تعرف الدكتور جادالله القرآني ؟‏وعندها وقف شيخ القبيلة وسأل الدكتور حجازي : ‏وهل تعرفه أنت ؟‏فأجاب الدكتور حجازي: ‏نعم وقابلته في سويسرا عندما كان يتعالج هناك ..‏فهم شيخ القبيلة على يد الدكتور حجازي يقبلها بحرارة،فقال له الدكتور حجازي: ‏ماذا تفعل؟ لم أعمل شيئاً يستحق هذا !‏فرد شيخ القبيلة: ‏أنا لا أقبل يدك، بل أقبل يداً صافحت الدكتور جاد اللهالقرآني !‏فسأله الدكتور حجازي: ‏هل أسلمت على يد الدكتور جاد الله ؟‏فرد شيخ القبيلة: ‏لا، بل أسلمت على يد رجل أسلم على يد الدكتور جاد الله القرآني رحمه الله !!سبحان الله، كم يا ترى سيسلم على يد من أسلموا على يد جاد الله القرآني ؟ !‏والأجر له ومن تسبب بعد الله في إسلامه، العم إبراهيم المتوفى منذ أكثر من 30 ‏سنة

٢٩ أبريل ٢٠٠٨

جائت تودعني

_________________
جائت تودعني وتبدي عذرا
..................................... لم تدري أني لا أطيق الأعذار
أجرت دموعي فوق خدي نهرا
...................................... من لوعة التوديع سالت أنهار
يا عين إن كان التجافي قدرا
........................................... فإنني راضي بحكم الأقدار
يا باعين الصبر أبغي صبرا
................................... ماني على كثر التجافي صبَّار
أو فاتركو لي طيفكم للذكرى
.................................... وانتم خذوا قلبي لديكم تذكار
ولا تطيلوا بعدكم والهجرا
....................................... فإنني شمعة تذوبها النار
أو ليت لي حيلة معاكم سفرا
................................... لكن نفسي لا تطيق الأسفار
سأظل أحمي حيكم والدار
.......................... وأطوف سبعا حول هاتيك الدار
لعل من يأتي إلي بالبشرى
.............................. أو تجري الريح لكم بالأخبار
يارب لا تحمل علينا إصرا
...................................... واغفر ذنوبي منةً يا غفَّار
************
بقية قصائدي
  • ياسادة الحسن
  • سمراء
  • أنت تعلمين
  • ياقاضي الحب
  • ذكرى
  • غربة
  • انا مادمت اعيش احلم
  • حيران
  • صاح داعي السفر
  • إسمك منقوش في صدري
  • القيد
  • تناظر لي
  • غرة رجب
  • واحالي امخصر
    • ٢٤ أبريل ٢٠٠٨

      تناظر لي

      تناظر لي بأعيـــــان ولكن لفها الصمت
      وتحكى قصة الماضي بعينيها وما شفت
      وتسألي عن اخوالي أجيب بأدمعي كنت !
      ربيع كان في قلبي ولكن ! باعـــه الوقت
      *********** ونعشق بعضنا لكن صمتنا عن أمـــانينا
      ونشكي الوجد بالأعيان حتى كاد يضنينا
      ويسأل بعضنا بعضا ترى ما هي ليالينا
      نظمــــنا حبنا شعرا وبالألحــان غـنينا !
      ***********
      تناجيني بأطراف الرموش وتبتسم خجــلا
      ويجرح مهجتي سهمان من أعيانها الكحلا
      فيا رب السما بارك ليالي طعمها العسلَ
      ومتعني بمن في حسنها أهل الهوى أقتتلا
      ***********
      بقية قصائدي الخاصة

      ١١ أبريل ٢٠٠٨

      الرحيل الصعب

      الرحيل الصعب
      يا نفسي اصبري هذا قدر
      قادر المولى
      يعيد بخير ويزول الخطر
      والشمل يلتم
      والبسمة تنور فوق سنك كالقمر
      ماانقطع حبل الرجا بالله
      يا نعم العميل
      كيف ما اصبر؟
      والأمل بالله علام الغيوب
      يجتمع شملي وشملك
      بين نسمات الهبوب
      وانشرح من شوفتك
      وانته بخطواتك طروب
      واسمع لصوتك يناديني
      تعال اسمر بقربي يا خليل
      ما قدرت انسى
      وانا بيني وما بينك بحور
      وانت لك في القلب والخاطر
      مواثيق وسطور
      مسكنك عيني
      ولك وسط الحشى نسمة ونور
      كيف أنسى ؟وانت لي في وحشة الغربة دليل
      بقية قصائدي
    • ياسادة الحسن
    • سمراء
    • أنت تعلمين
    • ياقاضي الحب
    • ذكرى
    • غربة
    • انا مادمت اعيش احلم
    • حيران
    • صاح داعي السفر
    • إسمك منقوش في صدري
    • القيد
    • تناظر لي
    • غرة رجب
    • جائت تودعني
    • واحالي امخصر
      • ٩ أبريل ٢٠٠٨

        ماالذي حل بمصر أم الدنيا

        عندما فتحت عيني على الحياة لم أكن أعرف ماهي السياسة ومامعناها كل الذي أعرفه وأفهمه أن هناك دولا قوية ولديها طائرات ودبابات وهي التي تستطيع هزيمة كل الدول هكذا كانت نظرتي للدول وللعالم ولكن ماكان يثير دهشتي واستغرابي هو إسم زعيم عربي كان يتردد دائما في كل مكان أسير فيه وكنت ارى كل الناس تقريبا معجبين به ويعتبرونه زعيمهم فكنت ارى اليمني والمصري والسوداني والفلسطيني بل حتى الهندي على ندرة وجوده في تلك الفترة يعتبرون هذا الزعيم زعيمهم وفي اليوم الذي يقال أن الزعيم سيلقي خطابا في الأمة ارى الناس وقد اختفوا من الشوارع في ذلك الوقت وكأن القيامة قد قامت وحصدت البشر ولم تبقي سوى الشجر والحجر وتصبح الشوارع مقفرة خالية من أي حركة والسبب أن الجميع يتحلق حول المذياع ليسمع ماذا سيقول الزعيم. كانت الدول حتى العظمى تحسب ألف حساب لهذا الزعيم العربي ولاتقدم على أي عمل ضده أو ضد أي بلد عربي إلا بعد التفكير والحساب ألف مرة فهي تعرف مدى شجاعة وصدق هذا الزعيم.إنه زعيم الأمة العربية الذي عجزت الأمهات ان يلدن بعده من يشبهه في عنفوانه وعروبته إنه الرئيس (جمال عبدالناصر حسين).الزعيم الذي كانت لمصر في عهده سلطة وسطوة وهيبة الرئيس الذي تحمل هموم كل الدول العربية من المحيط إلى الخليلج وساعدها بالسلاح والرجال على التحرر من العبودية والإستعمار فحملت معظم شوارع المدن العربية إسمه وفي اليمن لوحدها يتكررإسم شارع جمال الناصر في أكثر من عشر مدن. كانت مصر تقود الأمة العربية للعزة والكرامة التي افتقدتها يوم أن فقد العالم العربي جمال عبد الناصر وكان القرار العربي لايتخذ مالم تكن مصرعلى رأس الدول الموافقة عليه والداعمة له.ولكن ماالذي حل بأم الدنيا اليوم بعد أن كانت تقود الأمة أصبحت تقاد مثل النعجة؟هل الأزمة المالية هي التي أجبرت القادة الحاليين على تسليم زمام القيادة لمن استطاع أن يدفع المقابل إذا فلابد أن يكون الفرد المصري قد تحسن وضعه المعيشي وأصبح يأكل اللحمة يوميا ويركب آخر الموديلات من السيارات ويسكنون أفخم القصور والشقق ولكن مانراه لايدل على ذلك وماالمظاهرات والإضطرابات التي تحدث هذه الأيام إلا دليل واضح على تردي الحالة المعيشية التي أصبحت أسوء مماكانت عليه حتى في أحلك الظروف وأسوء الأحوال.هل تتعرض الدولة لضغوط أجنبية أجبرتها على ترك الساحة لغيرها مقابل ان يتم تركها تعيش بسلام أيضا هذا الإحتمال غير منطقي فالسلام في مصر ليس فقط هو عدم خوض الحروب فقط فالسلام والأمن الداخلي لا يقل أهمية عن سلام الحروب وذلك مالم يتحقق حتى الآن إذا ماهو ماهو الثمن هل هو ثمن مالي أين تم إيداعه؟ماهو الثمن الذي جعل مصر ام الدنيا التي كانت زعيمة العالم العربي تصبح تابعة تسير مع الريح أينما سارت هل لنا أن نقول ان المقابل كان حفنة دولارات أو ريالات ولكنها بدلا من أن تعطى للشعب ليتنعم بها ويخرج من حالة الفقر والعوز المزمنة ذهب بعضها إلى بنوك أوروبا وأمريكا والبعض الآخر تم به شراء الشركات والعمارات لصالح الأسرة الحاكمة سؤال موجه لأبناء مصر أم الدنيا مصر التي أحببتها وأحببت شعبها ونيلها وزعيمها لعل منهم من يملك الجواب الأكيد..

        ١ أبريل ٢٠٠٨

        مقال اعجبني(هل ستستجيب السلطة لصوت العقل أم ان لديها لكل شارب مقص)

        هل ستستجيب السلطة لصوت العقل أم ان لديها لكل شارب مقص لا شك ان كل إنسان تعهد إليه الإدارة والمسؤلية سواء كانت إدارة دولة او حكومة أو حزب او شركة او حتى إدارة منزل يستقي خبرته ومعارفه من التجارب والممارسات التي يمر بها بالإضافة إلى ما تعلمه في المدارس والجامعات وكلما زادت ممارساته في مجال عمله كلما ازداد خبرة ودراية حيث ان كثرة الممارسة تكسب الشخص او الجماعة الصقل والخبرة, والكيس هو من يتعض من ما يحدث له من مواقف ويستنبط منها العبر ويعمل على تلافي الأخطاء وتحسين الأداء. ومن هذا الفهم البديهي لابد ان القيادة السياسية في بلادنا تكون قد اكتسبت بمافيه الكفاية الكثير من الخبرة والمعرفة واتعضت من ما مرت به من أحداث سواء في مجال الإدارة والقيادة أو الأزمات والمنطق يقول انه إذا أرادت تكلمة المشوار والأستمرار لابد لها من تصحيح ما واجهته من أخطاء خصوصا إذا كانت هذه القيادة قد بلغت سن الرشد حيث ان أي تصرفات طائشة لا تليق بها وقد بلغت من العمر عتيا. ولكن ما نلاحظه ونلمسه ان قيادتنا لم تتعض ولم تعتبر مما واجهته في مسيرة قياتها الطويلة لهذه البلاد فهاهي الأخطاء والمخالفات تتكرر وهاهي الأزمات تستمر وكأن الزمان يعيد نفسه, عندما قامت ثورة سبتمبر في عام 62م وتحققت الجمهورية واستولت القيادة العسكرية على مقاليد الحكم استبشر المواطنون خيرا لإعتقادهم ان هذه الجمهورية ستحقق لهم العدل والمساواة والتوزيع العادل لخيرات البلاد سواء في النواحي المعيشية أو في الوظائف والمناصب وستخلصهم من هيمنة الأئمة على مقدرات البلد وعلى تحقيق المساواة بين كل أفراد الشعب ولن يكون هناك عبد وسيد للأول كامل الحقوق والأمتيازات وعلى الثاني كامل واجبات الخنوع والخضوع والطاعة فهتف الشعب من أقصاه إلى أقصاه وتغنى المغنون بذاك الإنتصار وصفق الشباب وزغردت النساء وعم الفرح ولكن للأسف الفرحة ماتمت فما ناضل الشعب من أجل إزالة سرعان ماعاد وكأن شيئا لم يكن فهاهي التفرقة بين المواطنين تعود وهاهي الفوارق بينهم تعم التعاملات بين مؤتمري وغير مؤتمري وبين صنعاني سيد وتهامي خادم وهاهي أعمال القرصنة والبلطجة والسطو على الحقوق والممتلكات تستشري من فئة متنفذة متسلطة على فئة مقهورة مغلوب على أمرها وهاهي الفتن تستيقض مجددا في داخل ماكان يسمى بالشمال وتتم الإغتيالات والصفيات بين شلة المنتصرين أنفسهم وقودها وضحيتها الشعب المسكين ويلطف من الله بهذا الشعب تخمد الفتن بعض الشئ وتستقر الإوضاع نوعا ما ويرضى الناس بهذا الوضع على مضض ثم تأتي الوحدة بخيرها وشرها ويستبشر الناس من جديد وتستيقض أحلامهم في تحقق المواطنة العادلة على أساس فرضيتين الأولى أن القيادة السياسية قد نضجت والشعب قد تعلم وتطور ثانيها أن من سيقود دفة الأمور هذه المرة سيكون تشكيل مخلط من شمال قبلي نوعاما وجنوبي متحضر وحتما سيكون هناك توازن يحافظ على مسيرة السفينة من الغرق في الهاوية مرة اخرى وتتم الوحدة ومن جديد يصفق الشباب وتزغرد النساء ويحيا الأمل القديم ولكن يبدو ان لا أحد يستفيد من دروس الماضي وتدور رحى الفتنة من جديد ولكن أشرس وأشنع من المرة السابقة حيث كانت في السابق تتم بالتصفيات الفردية وحتى الجماعية أن تمت فهي ضد مجموعات صغيرة أما هذه المرة فقد قامت حرب حقيقية بين من سموا أنفسهم بالشرعية وبين من تم تسميتهم بالإنفصالين وحصدت الحرب الألاف من الأرواح والملايين من الريالات وتهديم العديد من المساكن والمنشئات في كلا المنطقتين وعطفا على الخطأ الجسيم بإعلان الإنفصال الذي استغلته قوى الشرعية أفضل إستغلال وأفقد الإنفصالين تعاطف عامة الشعب معهم تم حسم الفتنة لصالح الشرعية واستقرت الأمور مجددا وعوضا عن الإستفادة من الدروس السابقة وبأن الظلم والجور ونهب الحقوق لايأتي بالطمأنينة والإستقرار كرر السادة غلطتهم السابقة إعتقادا منهم بأن أبناء عدن وشبوة والضالع وبقية أبناء الشطر الجنوبي لايختلفون عن أبناء تهامة وتعز في الخصائص وسوف يولون ساعة أو ساعتين ثم يستسلمون للأمر الواقع,فقام المتنفذون بالإستيلاء على الأراضي الشاسعة في المناطق الجنوبية وتم إقصاء وإبعاد الكوادر الجنوبية عن مصادر إتخاذ القرار ومنابت السلطة وتوزيع القليل من المناصب الهامشية على القليل منهم تماما كما تم مع أبناء تهامة سابقا ولكن الأمر مختلف هذه المرة فالتهاميون كانوا ينظرون لأرضهم على أنها جزء من اليمن فقط وبالتالي ليس بالضرورة ان يكونوا ضمن السلطة إذا لم يتوفر لهم ذلك أما أبناء الجنوب والحضارم فينظرون على أنه كان لهم بلد وكيان مستقل ويحكمون أنفسهم بأنفسهم وطالما انه تمت وحدة فمن المفروض ان يتم تقاسم السلطة وتقاسم المناصب وأيضا تقاسم الخيرات وعلى هذا الأساس لم يرق لهم أن يروا (الدحابيش) كما يسمونهم يستولون على المناصب القيادية والوظائف المهمة ويستولون على الأراضي ويقفوا ساكنين لذا تراهم يثيرون المشاكل والإحتجاجات بصفة مستمرة تارة في عدن وتارة في لحج واخرى في ابين وشبوة والضالع بمعنى ان ثورتهم ضد الهمجية والبلطجة والإستكبار لن تنتهي ولن يصكتوا كما صمت قبلهم أهل تهامة وأهل تعز, فهل ياترى يتعض أولو الألباب ويستفيدوا من العبر السابقة أم أن لديهم لكل داء دواء أو كما نقول نحن التهاميون لكل شارب مقص.