٩ أبريل ٢٠٠٨

ماالذي حل بمصر أم الدنيا

عندما فتحت عيني على الحياة لم أكن أعرف ماهي السياسة ومامعناها كل الذي أعرفه وأفهمه أن هناك دولا قوية ولديها طائرات ودبابات وهي التي تستطيع هزيمة كل الدول هكذا كانت نظرتي للدول وللعالم ولكن ماكان يثير دهشتي واستغرابي هو إسم زعيم عربي كان يتردد دائما في كل مكان أسير فيه وكنت ارى كل الناس تقريبا معجبين به ويعتبرونه زعيمهم فكنت ارى اليمني والمصري والسوداني والفلسطيني بل حتى الهندي على ندرة وجوده في تلك الفترة يعتبرون هذا الزعيم زعيمهم وفي اليوم الذي يقال أن الزعيم سيلقي خطابا في الأمة ارى الناس وقد اختفوا من الشوارع في ذلك الوقت وكأن القيامة قد قامت وحصدت البشر ولم تبقي سوى الشجر والحجر وتصبح الشوارع مقفرة خالية من أي حركة والسبب أن الجميع يتحلق حول المذياع ليسمع ماذا سيقول الزعيم. كانت الدول حتى العظمى تحسب ألف حساب لهذا الزعيم العربي ولاتقدم على أي عمل ضده أو ضد أي بلد عربي إلا بعد التفكير والحساب ألف مرة فهي تعرف مدى شجاعة وصدق هذا الزعيم.إنه زعيم الأمة العربية الذي عجزت الأمهات ان يلدن بعده من يشبهه في عنفوانه وعروبته إنه الرئيس (جمال عبدالناصر حسين).الزعيم الذي كانت لمصر في عهده سلطة وسطوة وهيبة الرئيس الذي تحمل هموم كل الدول العربية من المحيط إلى الخليلج وساعدها بالسلاح والرجال على التحرر من العبودية والإستعمار فحملت معظم شوارع المدن العربية إسمه وفي اليمن لوحدها يتكررإسم شارع جمال الناصر في أكثر من عشر مدن. كانت مصر تقود الأمة العربية للعزة والكرامة التي افتقدتها يوم أن فقد العالم العربي جمال عبد الناصر وكان القرار العربي لايتخذ مالم تكن مصرعلى رأس الدول الموافقة عليه والداعمة له.ولكن ماالذي حل بأم الدنيا اليوم بعد أن كانت تقود الأمة أصبحت تقاد مثل النعجة؟هل الأزمة المالية هي التي أجبرت القادة الحاليين على تسليم زمام القيادة لمن استطاع أن يدفع المقابل إذا فلابد أن يكون الفرد المصري قد تحسن وضعه المعيشي وأصبح يأكل اللحمة يوميا ويركب آخر الموديلات من السيارات ويسكنون أفخم القصور والشقق ولكن مانراه لايدل على ذلك وماالمظاهرات والإضطرابات التي تحدث هذه الأيام إلا دليل واضح على تردي الحالة المعيشية التي أصبحت أسوء مماكانت عليه حتى في أحلك الظروف وأسوء الأحوال.هل تتعرض الدولة لضغوط أجنبية أجبرتها على ترك الساحة لغيرها مقابل ان يتم تركها تعيش بسلام أيضا هذا الإحتمال غير منطقي فالسلام في مصر ليس فقط هو عدم خوض الحروب فقط فالسلام والأمن الداخلي لا يقل أهمية عن سلام الحروب وذلك مالم يتحقق حتى الآن إذا ماهو ماهو الثمن هل هو ثمن مالي أين تم إيداعه؟ماهو الثمن الذي جعل مصر ام الدنيا التي كانت زعيمة العالم العربي تصبح تابعة تسير مع الريح أينما سارت هل لنا أن نقول ان المقابل كان حفنة دولارات أو ريالات ولكنها بدلا من أن تعطى للشعب ليتنعم بها ويخرج من حالة الفقر والعوز المزمنة ذهب بعضها إلى بنوك أوروبا وأمريكا والبعض الآخر تم به شراء الشركات والعمارات لصالح الأسرة الحاكمة سؤال موجه لأبناء مصر أم الدنيا مصر التي أحببتها وأحببت شعبها ونيلها وزعيمها لعل منهم من يملك الجواب الأكيد..

ليست هناك تعليقات: