١٧ مارس ٢٠١٠

لقمان الحكيم

لقمان الحكيم اسمه : لقمان بن باعوراء ، ولقمان اسم أعجمي وكان عبدا أسود حبشيا من سودان مصر عظيم الشفتين والمنخرين ، قصيرا أفطس مشقق القدمين ، وليس يضره ذلك عند الله عز وجل ؛ لأنه شرفه بالحكمة بقوله تعالى( ولقد آتينا لقمان الحكمة ) وقيل : خير السودان ثلاث رجال : 1- لقمان بن باعوراء. 2- وبلال بن رباح المؤذن : الذي عذب في الله ، وهو يقول : أحد أحد . 3- والنجاشي : ملك الحبشة . وأول ما ظهر من حكمته : أنه كان مع مولاه ، فدخل مولاه الخلاء فأطال الجلوس ، فناداه لقمان ، إن طول الجلوس على الحاجة تنجع منه الكبد ، ويورث الباسور ، ويصعد الحرارة إلى الرأس ، فاقعد هوينا وقم . فخرج مولاه وكتب حكمته على باب الخلاء . وقيل : كان مولاه يقامر ، وكان على بابه نهر جار ، فلعب يوما بالنرد على أن من قمر صاحبه شرب الماء الذي في النهر كله أو افتدى منه ! فقمر سيد لقمان ، فقال له القامر : اشرب ما في النهر وإلا فافتد منه ؟ قال فسلني الفداء ؟ قال : عينيك افقأهما أو جميع ما تملك ؟ قال : أمهلني يومي هذا ؟ قال لك ذلك . قال : فأمسى كئيبا حزينا ، إذ جاءه لقمان وقد حمل حزمة حطب على ظهره فسلم على سيده ثم وضع ما معه ورجع إلى سيده ، وكان سيده إذا راه فيسمع منه الكلمة الحكيمة فيعجب منه ، فلما جلس إليه قال لسيده : ما لي أراك كئيبا حزينا ؟ فأعرض عنه فقال له الثانية مثل ذلك ، فأعرض عنه ثم قال له الثالثة مثل ذلك فأعرض عنه ، فقال له : أخبرني فلعل لك عندي فرجا ؟ فقص عليه القصة، فقال له لقمان : لا تغتم فإن لك عندي فرجا ، قال : وما هو ؟ قال : إذا أتاك الرجل فقال لك : اشرب ما في النهر ، فقل له : اشرب ما بين ضفتي النهر أو المد ؟ فإنه سيقول لك اشرب ما بين الضفتين ، فإذا قال لك ذلك فقل له : احبس عني المد حتى اشرب ما بين الضفتين ، فإنه لا يستطيع أن يحبس عنك المد ، وتكون قد خرجت مما ضمنت له . فعرف سيده أنه قد صدق فطابت نفسه ، فأعتقه. وسئل: أي علم أوثق في نفسك؟ قال: تركي ما لا يعنيني! وقيل له: أي الناس شر؟! قال: الذي لا يبالي ان يراه الناس مسيئاً. قال له سيده : اذبح شاة ، وأتني بأطيبها بضعتين فأتاه بالقلب واللسان . ثم أمره بذبح شاة ، وقال له : ألق أخبثها بضعتين ، فألقى اللسان والقلب ، فقال : أمرتك أن تأتيني بأطيبها بضعتين فأتيتني باللسان والقلب ، وأمرتك أن تلقي أخبثها بضعتين ، فألقيت اللسان والقلب ، فقال : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ، ولا شيء أخبث منها إذا خبثا. وهذه بعض من نصائح ومواعظ لقمان:
- 1 - يا بني : إياك والدين ، فإنه ذل النهار ، وهم الليل.
-2 - يا بني : كان الناس قديما يراؤون بما يفعلون ،
فصاروا اليوم يراؤون بما لايفعلون .
- 3 - يا بني : إياك والسؤال فإنه يذهب ماء الحياء من الوجه .
-4 - يا بني : كذب من قال : إن الشر يطفئ الشر ،
فإن كان صادقا فليوقد نارا إلى جنب نار
فلينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى ؟
وإلا فإن الخير يطفئ الشر كما يطفئ الماء النار .
-5 - يا بني : لا تؤخر التوبة فإن الموت يأتي بغتة .
-6 - يا بني : إذا كنت في الصلاة فاحفظ قلبك ،
وإن كنت على الطعام فاحفظ حلقك،
وإن كنت في بيت الغير فاحفظ بصرك ،
وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك .
-7- يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك ،
فإن الله تبارك و تعالى ليحي القلوب بنور الحكمة
كما يحي الأرض الميتة بوابل السماء .
8- - لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً ,
تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
-9 - يا بني : احذر الحسد فإنه يفسد الدين ، ويضعف النفس ، ويعقب الند م.
-10- يا بني : أول الغضب جنون ، وآخره ندم .
-11 - يا بني : الرفق رأس الحكمة .
12-- اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.
-13- يا بني : اتق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله
ليكرموك بذلك وقلبك فاجر .
14 - - يا بني : إياك وصاحب السوء فإنه
كالسيف يحسن منظره ، ويقبح أثره .
15 - - يا بني : لا تطلب العلم لتباهي به العلماء ،
وتماري به السفهاء ، أو ترائي به في المجالس .
ولا تدع العلم زهاده فيه ورغبة في الجهالة ،
فإذا رأيت قوما يذكرون الله فاجلس معهم ،
فإن تك عالما ينفعك علمك وإن تك جاهلا يعلموك .
ولعل الله أن يطلع عليهم برحمة فيصيبك بها معهم .
16- - ألا أن يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم إلا ماهيأ الله له.
17- - اعتزل الشر يعتزلك فإن الشر للشر خلق.
-18- إياك وشدة الغضب فإن شدة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
-19-لا تكن أعجز من هذا الديك ،
الذي يصوت بالأسحار ، وأنت نائم في الأسحار .
-20- عليك بمجالسة العلماء ، و استمع كلام الحكماء ،
فإن الله تعالى يحي القلب الميت بنور الحكمة ،
كما يحي الأرض بوابل المطر ،
فإن من كذب ذهب ماء وجهه ، ومن ساء خلقه كثر غمه ،
ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم!
-21-من يحب المراء يشتم ، ومن يدخل مداخل السوء يتهم ،
ومن يصاحب قرين السوء لا يسلم ، ومن لا يملك لسانه يندم .
-22 - يا بني : لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم !
اشكر لمن انعم عليك، وانعم على من شكرك،
فإنه لا بقاء للنعمة اذا كفرت، ولا زوال لها اذا شكرت. -23 - يا بني : لا يأكل طعامك إلا الأتقياء ، وشاور في أمرك العلماء .
لا تأكل شبعاً على شبع ، فإن إلقاءك إياه للكلب خير من أن تأكله.
-24 - يا بني : لا تمارينّ حكيما ، ولا تجادلنّ لجوجا ،
ولا تعشرنّ ظلوما ، ولا تصاحبنّ متهما .
-25 - يا بني : إني قد ندمت على الكلام ، ولم أندم على السكوت .
-26 - يا بني : إذا أردت أن تؤاخي رجلا فأغضبه قبل ذلك ،
فإن أنصفك عند غضبه وإلا فأحذره .
27 - - يا بني : من كتم سره كان الخيار بيده .
-28 - يا بني : لا تكن حلو فتبلع ، ولا مرّا فتلفظ .
-29 - يا بني : لكل قوم كلب فلا تكن كلب أصحابك ،
قاله لابنه يعظه حين سافر .
-30- ليس من شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا
ولا أخبث منهما إذا خبثا .
-31- كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ، و لا يكسب ذمهم ،
فنفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة .
-32-عود لسانك أن يقول :
اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا ترد!
-33- بابني من كان له من نفسه واعظ ، كان له من الله عز وجل حافظ .
-34-اعتزل عدوك ، و احذر صديقك ، و لا تتعرض لما لا يعنيك .
-35- ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة .
-36 - ليس غنى كصحة ، ولا نعمة كطيب نفس.
-37- لا تجالس الفجار و لا تماشهم ،
اتق أن ينزل عليهم عذاب من السماء فيصيبك معهم .
38- - يابني أقم الصلاة، وأمر بالمعروف وانه عن المنكر.
واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور !
-39-ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً
إن الله لا يحب كل مختال فخور.
40-- واقصد في مشيك واغضض من صوتك، إن أنكر الأصواب لصوت الحمير!
41- - جالس العلماء و ماشهم عسى أن تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم.
-42- حملت الجندل و الحديد و كل شيء ثقيل ،
فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء ،
وذقت المرار فلم أذق شيئاً هو أمر من الفقر .
43- -لا ترسل رسولك جاهلاً ، فإن لم تجد حكيماً فكن رسول نفسك .
-44 - يا بني : مثل المرأة الصالحة مثل التاج على رأس الملك ،
ومثل المرأة السوء كمثل الحمل الثقيل على ظهر الشيخ الكبير .
منقول للفائدة