٢٩ يونيو ٢٠١١

حرقوه وانصروا آلهتكم

حرقوه وانصروا آلهتكم هل أدرك قادة الخليج أخيرا أن سياسة محاربة اليمن وعرقلة نهضته وتطوره ليس في مصلحتهم وأن أمن وإستقراراليمن جزء لا يتجزأ من أمنهم واستقرارهم وهل أفاقوا أخيرا على الحقيقة المرة التي لم يكونوا يتصورونها في يوم من الأيام فحاولوا إصلاح ما أفسدته سياستهم الخاطئة سابقا نحو اليمن منذ عشرات السنين؟ وهل ستشفع لهم مبادراتهم ودفاعهم المستميت على النظام القائم في تغيير صورتهم في أذهان اليمنيين والعرب من كونهم مجرد أمارات ومشيخات وسلطنات يعتقدون أن المال الذي يبعثرونه يسرة ويمنة سيحقق لهم الأمن والأمان ويجنبهم الأزمات والصراعات التي تعصف بجيرانهم أعتقد أنهم واهمون فما يجرى في اليمن وسوريا وليبيا وماجرى قبله في تونس ومصر هو طوفان أنهار سيله سيصلهم ولو بعد حين. فبعد صبر سنين طوال على ما يعانيه المواطن العربي من ظلم وقهر واستعباد من قبل حكامهم هام اليوم يثورون على هؤلاء الحكام فالثورة التي انطلقت شرارتها الأولى من تونس لن تنطفئ حتى تحرق كل الأنظمة الإستبدادية في الوطن العربي من مغربه إلى مشرقه وإذا كانت هناك ظروف معينة هي التي أخرجت تلك الشعوب في تلك الدول كالفقر والحاجة وهو ما يعتبر منفي في بقية الدول فحتما هناك ظروف اخرى ليست أقل أهمية من ظروف الفقر المعيشة. والنيران التي زعزعت أمن وإستقرار تلك الدول لن تكتوي بها هي فحسب بل ستحرق الجميع ولن تكون هناك أي دولة في مأمن مما يجري ولن تكون المعاهدات الأمنية وضخ المال لقوى دولية بقصد طلب الحماية ومحاولة الإلتفاف على ظروف القهر التي تعيشها دول اخرى لم تصلها بعد شرارة الثورات بالتلويح لهذه الشعوب تارة بالمساعدات النقدية وأخرى بإغرائهم بالإنضمام إلى مجلس المشيخات الموقر أو الجنة الموعودة كفيلا بتوفير تلك الحماية من غضبة الشعوب وكان الأجدر والأنجع بدلا من طلب الحماية من مخلوق أو محاولة إنعاش حكومات فاسدة أن تطلب العون والحماية من الخالق وعدم اللعب بالنار. أما فيما يخص الأوضاع التي آلت إليها اليمن فنقول إن سياسة قوم إبراهيم عليه السلام عندما أرادو التخلص منه بسياسة.. (حَرِّقُوهُ وَٱنصُرُوٓا۟ ءَالِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَـٰعِلِينَ) ليست سياسة الأسوياء حتى وإن كان الرئيس قد اتبعها سابقا مع خصومه فهذه هي نتيجة تلك السياسة الخاطئة وهاهو اليوم يدفع الثمن وحتما لو انتصرت الثورة بنفس هذا المبدأ وهذه السياسة سيدفع أصحابها غدا نفس الثمن ونظل ندور في نفس الحلقة وكما تدين تدان