٢٤ مايو ٢٠١١

بيان نعي الوحدة اليمنية

بيان نعي الوحدة اليمنية لاشك أن الوحدة اليمنية كانت حلم كل يمني بل كل عربي مخلص لعروبته وامته. وقد كانت النور الوهاج الذي أضاء دروب العزة والكرامة للأمة العربية واليمنية وعلى وجه الخصوص بعد النكبات والنكسات المتلاحقة التي أصابت الأمة بدأ بنكبة 48 في فلسطين مرورا بنكسة 67 في مصر وصولا إلى وكسة حرب الخليج وما تلاها من احتلال أجنبي ليس للعراق فحسب بل للخليج بأكمله ولا يوجد أي شك أو إختلاف في أن صانع الوحدة الأول هو فخامة الرئيس علي عبد الله صالح ولكن الرجل الذي صنع الوحدة لم يهيئ لها سبل بقائها وديمومتها وقد غاب عن ذهنة وفطنته وهو الرجل الفطن أن الفأر الذي قوض بناء سد مأرب العظيم وتسبب في تشتيت قبائل اليمن أيدي سبأ في ذلك الزمان الغابر لم ينقرض بل خلّف ألآف الجرذان القادرة على تقويض وهدم كل سدود العالم. وكان على فخامة الرئيس الذي شيد بناء الوحدة العظيم أن يقضي أولا على هذه الجرذان التي تعيش معه وحوله وفي كنفه فزمرة الفساد المقربة من الرئيس لم تكتفي بما نهبته سابقا في تهامة ولم تتعض وترعوي عن ما ارتكبته من سلب ونهب وعربدة دون ادنى وازع من ضمير او رادع من دولة وهذا ما جعلها تتمادى في الظلم في بقية مناطق البلاد خصوصا في الجنوب بعد الوحدة المباركة معتقدة أن الأمر سيان ولا فرق بين عدن والحديدة او بين ابين وزبيد ولم تدرك ان الأمر هنا مختلف والوقت مختلف ففي الوقت الذي كانت تتم فيه أعمال النهب والبلطجة في تهامة لم يكن يوجد انترنت ولا قنوات فضائية مستقلة تفضح أعمالهم وتكشف سترهم بعكس ما حصل في هذا الزمان في ظل وجود ثورة معلوماتية جعلت من العالم أشبه بقرية صغيرة وأصبحت أعمالهم مكشوفة وعيوبهم مفضوحة فثار الناس في الجنوب وتفاعل معهم كل فئات الشعب في كافة أنحاء اليمن. ورغم ذلك ورغم ماكان يحدث من مظاهرات واحتجاجات لم يقم صانع الوحدة بأي إصلاحات تسكن ثورة الشعب ليس ذلك فقط بل كلما كانت تحدث الإحتجاجات كان الرئيس يزيد تيها وكبرا وإنقلابا على كل الإتفاقات والتفاهمات بينه وبين أطراف الصراع سواء في السلطة أو المعارضة وهذا الذي لم يكن يستفز مشاعر الفرقاء فحسب بل استفز مشاعر كل المواطنين وكان آخرها محاولة تصفير العداد مع العلم أن من كانوا سبب كل تلك الثورات هي ضيق الشعب ذرعا من تصرفات أقرب المقربين إلى الرئيس والمحسوبين عليه ولكن للأسف كانوا هم أول المنقلبين عليه عندما دقت ساعة الخطر وقرع جرس ثورة الشباب وهكذا كانت النتيجة ثورة عارمة إن لم تطيح به اليوم فغدا على أبعد تقدير عندها ستلعن وفاة عروس الحلم اليمني والعربي وهي في ريعان الشباب وفي سن الواحد والعشرون ربيعا. تغمد الله الفقيدة بواسع الرحمة والمغفرة كافة أبناء الشعب اليمني الشرفاء الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.