٢٢ أبريل ٢٠١٠

قصص ذكية

القصة الأولى:

مواطن بلجيكي دأب طوال 20عاماً على عبور الحدود نحو ألمانيا بشكل يومي على دراجته الهوائية حاملا على ظهره حقيبة مملوءة بالتراب، وكان رجال الحدود الألمان على يقين انه "يهرب" شيئاً ما ولكنهم في كل مرة لا يجدون معه غير التراب (!). السر الحقيقي لم يكشف إلا بعد وفاة السيد ديستان حين وجدت في مذكراته الجملة التالية: "حتى زوجتي لم تعلم انني بنيت ثروتي على تهريب الدراجات إلى ألمانيا !!. أما عنصر الذكاء هنا فهو ( ذر الرماد في العيون وتحويل أنظار الناس عن هدفك الحقيقي ).

القصة الثانية

عندما كادت هيئة المحكمة أن تنطق بحكم الاعدام على قاتل زوجته والتى لم يتم العثور على جثتها رغم توافر كل الادلة التى تدين الزوج - .. وقف محامى الدفاع يتعلق بأى قشة لينقذ موكله ... ثم قال للقاضى "ليصدر حكماً باعدام على قاتل ... لابد من أن تتوافر لهيئة المحكمة يقين لا يقبل الشك بأن المتهم قد قتل الضحية .. و الآن .. سيدخل من باب المحكمة ... دليل قوى على براءة موكلى و على أن زوجته حية ترزق !!... و فتح باب المحكمة و اتجهت أنظار كل من فى القاعة الى الباب ... و بعد لحظات من الصمت و الترقب ... لم يدخل أحد من الباب ... و هنا قال المحامى ... الكل كان ينتظر دخول القتيلة !! و هذا يؤكد أنه ليس لديكم قناعة مائة بالمائة بأن موكلى قتل زوجته !!! و هنا هاجت القاعة اعجاباً بذكاء المحامى .. و تداول القضاة الموقف ... و جاء الحكم المفاجأة .... حكم بالإعدام لتوافر يقين لا يقبل الشك بأن الرجل قتل زوجته !!! و بعد الحكم تساءل الناس كيف يصدر مثل هذا الحكم ... فرد القاضى ببساطة: عندما أوحى المحامى لنا جميعاً بأن الزوجة لم تقتل و مازالت حية ... توجهت أنظارنا جميعاً الى الباب منتظرين دخولها الا شخصاً واحداً فى القاعة !!! انه الزوج المتهم !! لأنه يعلم جيداً أن زوجته قتلت ... و أن الموتى لا يسيرون

القصة الثالثة:

وأخيراً هناك حركة ذكية بالفعل قام بها أحد النبلاء الفرنسيين.. فذات يوم عاد لقصره قلقاً متجهم الوجه فسألته زوجته عن السبب فقال: أخبرني الماركيز كاجيلسترو (وكان معروفا بممارسة السحر والعرافة) انك تخونينني مع أقرب أصدقائي فصفعته بلا شعور.. فقالت الزوجة بهدوء: وهل أفهم من هذا أنك لم تصدق ادعاءه!؟ فقال: بالطبع لم أصدق كلامه، إلا أنه هددني بقوله "إن كان كلامي صحيحا ستستيقظ غدا وقد تحولتَ إلى قطة سوداء"!.. وفي صباح اليوم التالي استيقظت الزوجة فوجدت بجانبها قطة نائمة فصرخت من الرعب والفزع ثم عادت وركعت أمامها تعتذر وتطلب منها الصفح والغفران .. وفي تلك اللحظة بالذات خرج الزوج من خلف الستارة وبيده سيف مسلط !. عنصر الذكاء هنا هو ( استغلال خرافات الآخرين والاتجاه بتفكيرهم لنهاية تخدم مصلحتك )!!.

١٨ أبريل ٢٠١٠

جُرحُ تِهَامة.

عبد الكريم الرازحي

إلى أرواح شهداء الزرانيق الذين لم يعودوا من معاركهم الدامية ضد نظام الإمامة ، لم يدفنوا في مقابر الشهداء .. و تحولوا الى غَرَانِيْقٍ سُمْرٍ يجوبون السماء وينادوننا أفلا نسمع أصواتهم "
قبل الثورةِ
في العهدِ البائدِ
عهدِ الإمام
عهودِ الإمامهْ
لم يتجرأْ أحدٌ أن ينهبَ شبراً من أرضِكمُو
مِقْدارَ قُلاَمَهْ
بعد الثورةِ
في زمنِ النهبِ الثوريِّ
صار الهدفُ الأولُ من أهدافِ الثورةِ
نهبَ الأرضِ
أراضيكمْ
أبناءَ تهامه
الثورةُ أضحتْ صَقْراً جبليـَّاً
والسهلُ حمامه
تهامةُ - قبل الثورةِ - كانت في القلبِ
تهامةُ - بعد الثورةِ - صارت في الجيبِ
وتِلكَ علامهْ
سهلاً أصبحَ أن تهبطَ " أرضَ الميعاد"
أن تنهبَ فورَ وصولكَ ألفَ "مَعَاد"
ألفينِ
كيلو متر
كيلو وَيْنِ
خمسةَ كيلو متراتٍ
لو تنهبْ أكثرْ
لاخوفَ عليكَ
وليس عليكَ ملامه
لو أنّ تِهَامِيَّاً راحَ يدافعُ عن "جِرْبَتهِ"
اقتلهُ
ودفِّعْهُ الدِّيَّة
غرِّمْهُ
وليسَ عليكَ غرَامَهْ
من قال بأن الأرضَ لمن يملكها ؟!
أو أن الأرضَ لمن يفلحها ؟!
في يمنِ الحكمةِ والإيمانِ
تؤولُ الأرضُ لمن ينهبُها
في قيظِ تهامه
في صيفِ النهبِ الساخنِ
كلٍ ينهبُ تحتَ مظلةِ دولتهِ
الدولةُ فوقَ رؤوسِ النهَّابينَ
غمَامَهْ
ثمَّةَ في جسدِ الوطنِ المحبوبِ جروحٌ كُثْرٌ
لكنَّ الجرحَ الأعظمَ والأكثرَ إيلاماً
جُرحُ تِهَامة.