١٨ أبريل ٢٠١٠

جُرحُ تِهَامة.

عبد الكريم الرازحي

إلى أرواح شهداء الزرانيق الذين لم يعودوا من معاركهم الدامية ضد نظام الإمامة ، لم يدفنوا في مقابر الشهداء .. و تحولوا الى غَرَانِيْقٍ سُمْرٍ يجوبون السماء وينادوننا أفلا نسمع أصواتهم "
قبل الثورةِ
في العهدِ البائدِ
عهدِ الإمام
عهودِ الإمامهْ
لم يتجرأْ أحدٌ أن ينهبَ شبراً من أرضِكمُو
مِقْدارَ قُلاَمَهْ
بعد الثورةِ
في زمنِ النهبِ الثوريِّ
صار الهدفُ الأولُ من أهدافِ الثورةِ
نهبَ الأرضِ
أراضيكمْ
أبناءَ تهامه
الثورةُ أضحتْ صَقْراً جبليـَّاً
والسهلُ حمامه
تهامةُ - قبل الثورةِ - كانت في القلبِ
تهامةُ - بعد الثورةِ - صارت في الجيبِ
وتِلكَ علامهْ
سهلاً أصبحَ أن تهبطَ " أرضَ الميعاد"
أن تنهبَ فورَ وصولكَ ألفَ "مَعَاد"
ألفينِ
كيلو متر
كيلو وَيْنِ
خمسةَ كيلو متراتٍ
لو تنهبْ أكثرْ
لاخوفَ عليكَ
وليس عليكَ ملامه
لو أنّ تِهَامِيَّاً راحَ يدافعُ عن "جِرْبَتهِ"
اقتلهُ
ودفِّعْهُ الدِّيَّة
غرِّمْهُ
وليسَ عليكَ غرَامَهْ
من قال بأن الأرضَ لمن يملكها ؟!
أو أن الأرضَ لمن يفلحها ؟!
في يمنِ الحكمةِ والإيمانِ
تؤولُ الأرضُ لمن ينهبُها
في قيظِ تهامه
في صيفِ النهبِ الساخنِ
كلٍ ينهبُ تحتَ مظلةِ دولتهِ
الدولةُ فوقَ رؤوسِ النهَّابينَ
غمَامَهْ
ثمَّةَ في جسدِ الوطنِ المحبوبِ جروحٌ كُثْرٌ
لكنَّ الجرحَ الأعظمَ والأكثرَ إيلاماً
جُرحُ تِهَامة.

ليست هناك تعليقات: