١ أبريل ٢٠٠٨

مقال اعجبني(هل ستستجيب السلطة لصوت العقل أم ان لديها لكل شارب مقص)

هل ستستجيب السلطة لصوت العقل أم ان لديها لكل شارب مقص لا شك ان كل إنسان تعهد إليه الإدارة والمسؤلية سواء كانت إدارة دولة او حكومة أو حزب او شركة او حتى إدارة منزل يستقي خبرته ومعارفه من التجارب والممارسات التي يمر بها بالإضافة إلى ما تعلمه في المدارس والجامعات وكلما زادت ممارساته في مجال عمله كلما ازداد خبرة ودراية حيث ان كثرة الممارسة تكسب الشخص او الجماعة الصقل والخبرة, والكيس هو من يتعض من ما يحدث له من مواقف ويستنبط منها العبر ويعمل على تلافي الأخطاء وتحسين الأداء. ومن هذا الفهم البديهي لابد ان القيادة السياسية في بلادنا تكون قد اكتسبت بمافيه الكفاية الكثير من الخبرة والمعرفة واتعضت من ما مرت به من أحداث سواء في مجال الإدارة والقيادة أو الأزمات والمنطق يقول انه إذا أرادت تكلمة المشوار والأستمرار لابد لها من تصحيح ما واجهته من أخطاء خصوصا إذا كانت هذه القيادة قد بلغت سن الرشد حيث ان أي تصرفات طائشة لا تليق بها وقد بلغت من العمر عتيا. ولكن ما نلاحظه ونلمسه ان قيادتنا لم تتعض ولم تعتبر مما واجهته في مسيرة قياتها الطويلة لهذه البلاد فهاهي الأخطاء والمخالفات تتكرر وهاهي الأزمات تستمر وكأن الزمان يعيد نفسه, عندما قامت ثورة سبتمبر في عام 62م وتحققت الجمهورية واستولت القيادة العسكرية على مقاليد الحكم استبشر المواطنون خيرا لإعتقادهم ان هذه الجمهورية ستحقق لهم العدل والمساواة والتوزيع العادل لخيرات البلاد سواء في النواحي المعيشية أو في الوظائف والمناصب وستخلصهم من هيمنة الأئمة على مقدرات البلد وعلى تحقيق المساواة بين كل أفراد الشعب ولن يكون هناك عبد وسيد للأول كامل الحقوق والأمتيازات وعلى الثاني كامل واجبات الخنوع والخضوع والطاعة فهتف الشعب من أقصاه إلى أقصاه وتغنى المغنون بذاك الإنتصار وصفق الشباب وزغردت النساء وعم الفرح ولكن للأسف الفرحة ماتمت فما ناضل الشعب من أجل إزالة سرعان ماعاد وكأن شيئا لم يكن فهاهي التفرقة بين المواطنين تعود وهاهي الفوارق بينهم تعم التعاملات بين مؤتمري وغير مؤتمري وبين صنعاني سيد وتهامي خادم وهاهي أعمال القرصنة والبلطجة والسطو على الحقوق والممتلكات تستشري من فئة متنفذة متسلطة على فئة مقهورة مغلوب على أمرها وهاهي الفتن تستيقض مجددا في داخل ماكان يسمى بالشمال وتتم الإغتيالات والصفيات بين شلة المنتصرين أنفسهم وقودها وضحيتها الشعب المسكين ويلطف من الله بهذا الشعب تخمد الفتن بعض الشئ وتستقر الإوضاع نوعا ما ويرضى الناس بهذا الوضع على مضض ثم تأتي الوحدة بخيرها وشرها ويستبشر الناس من جديد وتستيقض أحلامهم في تحقق المواطنة العادلة على أساس فرضيتين الأولى أن القيادة السياسية قد نضجت والشعب قد تعلم وتطور ثانيها أن من سيقود دفة الأمور هذه المرة سيكون تشكيل مخلط من شمال قبلي نوعاما وجنوبي متحضر وحتما سيكون هناك توازن يحافظ على مسيرة السفينة من الغرق في الهاوية مرة اخرى وتتم الوحدة ومن جديد يصفق الشباب وتزغرد النساء ويحيا الأمل القديم ولكن يبدو ان لا أحد يستفيد من دروس الماضي وتدور رحى الفتنة من جديد ولكن أشرس وأشنع من المرة السابقة حيث كانت في السابق تتم بالتصفيات الفردية وحتى الجماعية أن تمت فهي ضد مجموعات صغيرة أما هذه المرة فقد قامت حرب حقيقية بين من سموا أنفسهم بالشرعية وبين من تم تسميتهم بالإنفصالين وحصدت الحرب الألاف من الأرواح والملايين من الريالات وتهديم العديد من المساكن والمنشئات في كلا المنطقتين وعطفا على الخطأ الجسيم بإعلان الإنفصال الذي استغلته قوى الشرعية أفضل إستغلال وأفقد الإنفصالين تعاطف عامة الشعب معهم تم حسم الفتنة لصالح الشرعية واستقرت الأمور مجددا وعوضا عن الإستفادة من الدروس السابقة وبأن الظلم والجور ونهب الحقوق لايأتي بالطمأنينة والإستقرار كرر السادة غلطتهم السابقة إعتقادا منهم بأن أبناء عدن وشبوة والضالع وبقية أبناء الشطر الجنوبي لايختلفون عن أبناء تهامة وتعز في الخصائص وسوف يولون ساعة أو ساعتين ثم يستسلمون للأمر الواقع,فقام المتنفذون بالإستيلاء على الأراضي الشاسعة في المناطق الجنوبية وتم إقصاء وإبعاد الكوادر الجنوبية عن مصادر إتخاذ القرار ومنابت السلطة وتوزيع القليل من المناصب الهامشية على القليل منهم تماما كما تم مع أبناء تهامة سابقا ولكن الأمر مختلف هذه المرة فالتهاميون كانوا ينظرون لأرضهم على أنها جزء من اليمن فقط وبالتالي ليس بالضرورة ان يكونوا ضمن السلطة إذا لم يتوفر لهم ذلك أما أبناء الجنوب والحضارم فينظرون على أنه كان لهم بلد وكيان مستقل ويحكمون أنفسهم بأنفسهم وطالما انه تمت وحدة فمن المفروض ان يتم تقاسم السلطة وتقاسم المناصب وأيضا تقاسم الخيرات وعلى هذا الأساس لم يرق لهم أن يروا (الدحابيش) كما يسمونهم يستولون على المناصب القيادية والوظائف المهمة ويستولون على الأراضي ويقفوا ساكنين لذا تراهم يثيرون المشاكل والإحتجاجات بصفة مستمرة تارة في عدن وتارة في لحج واخرى في ابين وشبوة والضالع بمعنى ان ثورتهم ضد الهمجية والبلطجة والإستكبار لن تنتهي ولن يصكتوا كما صمت قبلهم أهل تهامة وأهل تعز, فهل ياترى يتعض أولو الألباب ويستفيدوا من العبر السابقة أم أن لديهم لكل داء دواء أو كما نقول نحن التهاميون لكل شارب مقص.

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

مقال جميل ويعبر عن الواقع..