٣٠ أبريل ٢٠٠٩

الفنان محمد سعد عبدالله

كعادة أغلب اليمنيين تعجبني الكلمة المعبرة واللحن الراقي والطرب الأصيل ولاخلاف أن الفنان القدير محمد سعد عبدالله فنان تجمعت فيه كل هذه الصفات مؤلف مبدع وملحن مبدع ومطرب مبدع تأثرت به منذ أن بدأت اتذوق فن الغناء وكنت أحيانا أحس أنه كان يعبر عني ويتحدذ بإسمي فقد كانت كلماته تلامس تلابيب قلبي وتجعلني أسبح في ملكوت آخر من التلذذ والإستمتاع وربما أجحد الكثير من عشاقه ومحبيه لو قلت أنني أنا الوحيد الذي أسرني الفنان محمد سعد بفنه وطربه فكثير من أبناء اليمن والخليج بل وكافة الوطن العربي يشاطرونني هذا الحب وهذا الإعجاب إلا أنني برما أكون من القلائل الذي يحتفظون بالكثير من أشرطته وأغانية ومازال يستمع إليها كلما هبة عليه نسمات الذكريات الجميلة خصوصا ذكريات الشباب بكل مايحويه من لحظات حميلة.
وهنا أضع بين أيديكم نبذه بسيطة أقتطفتها من موقعه الخاص حتى تعم الفائدة أتمنى أن أكون قد وفقت في النقل.
الفنان محمد سعد عبدالله
____________
من مواليد محافظة لحج - مدينة الحوطة عام 1934م كان والده الشيخ/ سعد عبدالله مطرباً ذائع الصيت ومن الأخبار المؤكدة ما رواها لي والدي المولود في مدينة الحوطة حيث يقول: «شهدت الفترة التي اشتهر فيها الشيخ/ سعد عبدالله الذي حل مع أسرته في مدينة الحوطة وتزوج فيها، وكان يسكن في الحي الذي نسكن فيه، أنجبت له زوجته ولداً أسماه محمداً ثم ما لبث أن طلقها ومن بعده تزوجت وعاشت مع زوجها في مدينة الشيخ عثمان، أما محمد فقد عاش مع أبيه في منزل جده زوج جدته أم أبيه وبين عماته في لحج». وجاء عنه في كتاب الفنان/ محمد مرشد ناجي (الغناء الصنعاني القديم ومشاهيره) مايلي: «يقول الأديب عبدالله البردوني أن الشيخ سعد عبدالله أصلاً من مدينة كوكبان، ويقول الحاج/ عوني حسن العجمي أن الشيخ سعد برأي والده ورأي الكثيرين ممن عاصروه يعد شيخ مشائخ زمانه في الغناء لحافظته لألحان الموشح اليمني وألوان أخرى من الغناء، الى جانب أنه يحفظ ثلاثة آلاف مقطوعة شعرية وأنه كان أديباً وشاعراً ويتمتع بصوت جميل أخاذ». انتقل محمد سعد عبدالله ليعيش مع أمه وزوجها في المنزل الكائن في مدينة الشيخ عثمان خلف حارة الصباغين، وكان يلتقي بأصدقاء له من محبي الغناء والطرب ويقضي معظم أوقاته معهم ثم يعود بين الحين والآخر الى حوطة لحج التي قضى فيها سنوات طفولته الأولى وحفظ الكثير من أنغامها وألحانها وايقاعاتها فكان له الزاد والمعين الذي لا ينضب الى جانب ما ورثه عن أبيه من حب كبير للغناء والطرب دفعه في حياته الفنية الى البدء في تعلم العزف على الآلات الايقاعية، وعلى الرغم من سنه المبكر فقد كان حريصاً أشد الحرص على مصاحبة بعض مشائخ الغناء والطرب في ذلك الحين أمثال المطرب/ عوض عبدالله المسلمي والمطرب/ اسماعيل سعيد هادي والمطرب/ أحمد عوض الجراش الذي تأثر به كثيراً، والعمل معهم في المخادر والأعراس ضارباً بالايقاع أو الدف وأحياناً يقوم بدور مردد (كورس) مما ساعده على اجادة أصول الموشح الغنائي اليمني القديم (الصنعاني) فقد كان يشترط في ضارب الايقاع أن يكون موهوباً ويتمتع بصوت جميل حتى يستطيع القيام بدور الكورس في الأغاني التي تتطلب منه ذلك، وربما يستطيع أن يقوم بالغناء اذا طلب منه ذلك مطرب السهرة الأساسي، واذا كان هذا العازف حافظاً للموشحة اليمنية (الأغنية الصنعانية) وأتيحت له الفرصة ليغني في أكثر من مناسبة فلابد له من تعلم العزف على العود، واذا ما تمكن من ذلك فإنه يستطيع أن يكون تخته الخاص به وينافس المطربين في احياء حفلات الزواج ومجالس القات، ومن خلال هذا التقليد التدريجي تخرّج كثير من المطربين في عدن ومنهم بن سعد.
وفاته
وبعد طول معاناة وصراع مع المرض لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الجمهورية بعدن صباح يوم الثلاثاء الموافق 16 ابريل من عام 2002م بعد أن ترك لنا تراثاً فنياً لا يتكرر، فهو صاحب مدرسة فنية متميزة جديرة بأن نطلق عليها (مدرسة بن سعد التجديدية) كما يعد أيضاً من المطربين الذين حافظوا على بقاء الأغنية اليمنية التقليدية وتسلموا الراية من جيل الرواد أمثال: علي أبوبكر باشراحيل، عوض عبدالله المسلمي، قاسم الأخفش، محمد الماس، ابراهيم محمد الماس، أحمد عبيد قعطبي، وغيرهم.. فهو من الجيل الثاني لهؤلاء الرواد ومعه كثير من المطربين أمثال: محمد مرشد ناجي، أبوبكر سالم بلفقيه، علي بن علي الآنسي، علي عبدالله السمة، أحمد السنيدار، محمد قاسم الأخفش، فيصل علوي، وغيرهم وهؤلاء يتبعهم جيل ثالث من المطربين أمثال: أحمد فتحي، عبدالرحمن الحداد، فؤاد الكبسي وغيرهم. كرّمته الدولة بإطلاق اسمه على الشارع الممتد من أمام مكتب بريد الشيخ عثمان مروراً بملاهي عدن (بستان الكمسري سابقاً) وانتهاءً بالطريق العام المؤدي الى مدينة دار سعد
من روائعه
نصوص
إستماع

ليست هناك تعليقات: