٢٤ مارس ٢٠٠٩

الرياض ..المدينة التي لاتطاق

الرياض ..المدينة التي لاتطاق
في عام 1420هـ شائت إرادة الله أن يتم نقل عملي من جده إلى الرياض وعلى الرغم مما كنت أسمع عنها من كلام جعلني أنفر منها من قبل أن اراها ولكن ما الحيلة فقد وجدت نفسي أمام خيارين لاثالث لها إما الإنتقال للعمل في الرياض أو الإستقالة وبحكم الحاجة أخترت الخيار الثاني طبعا لعل أن يكون ماسمعته عنها يكون مبالغا فيه إلا أنني وبعد العيش فيها فترة من الزمن وجدت أن ماقيل هو أقل من القليل. فعلى الرغم من وجود شوارع كبيرة وأنفاق وكباري لاتعد ولاتحصى وحدائق وأسواق إلا أنها تظل في نظري فقيرة وكئيبة فالشوارع رغم كبرها لم تفلح في فك الإختناقات المرورية أو تتسبب في حوادث. أما الأنفاق والجسور والكباري رغم كثرتها إلا أنها لم تسهل الحركة فهي كباري وأنفاق عقيمة وعديمة الفائدة لأسباب عديدة منها أن حركة المرور تصب فيها صبا ممايجعلها مكتضة بالسيارات زد على ذلك قيادة البعض المتهورة التي بسرعتها الجنونية ودخولها الأهوج في الملفات والميادين يتسبب في الكثير من الحوادث التي لاتمر دقائق دون حدوث أحدها حتى في الشارع الواحد نفسه ولك أن تتخيل حدوث تصادم في وسط نفق أو فوق كوبري شلل تام للحركة وعدم وجود منفذ للهروب إذا أنت مجبر على الوقوف حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. أما الحدائق فبرغم كثرتها إلا أنها عديمة الجدوى والفائدة سوى للمنظر فقط فهي إما أنها بين طريقين سريعين أو للعوائل فقط وإذا أردت التنزة فأنت فمالك إلا الثمامة يعني سفر لأجل الوصول إليها. أما الأسواق فحدث ولا حرج لاتوجد بها جلسات ولابوفيهات تصلح للراحة بعد القيام بجولة متعبة نوعا ما بمعنى أنك مجبر على اللف والدورات طيلة الوقت الذي ستقضيه في السوق علاوة على الكثير من الأسواق تجد لوحة طويلة عريضة مكتوب فيها السوق للعوائل فقط ممنواع دخول العمالة ولم أستطيع فهم معنى ممنوع دخول العمالة فهذا سوق والبيع والشراء متاح للجميع أم أن العمالة مخلوقة من طينة مختلفة غير طينة بقية الناس. أما الحارات فحكايتها حكاية اخرى.. في جدة مثلا تجد في الحارات فرصة للتسلية واللعب في ساعة الفراغ حيث تجد جلسات البلوت والكنكات وجلسات الشياب على الضومنة أما الأطفال الصغار فتجد أماكن بسيطة لألعاب البلياردو والفرفيرة وغيرها هنا في الرياض لم أجد خلال حوالي تسع سنوات جلسة بلوت أو كنكات واحدة سوى بعض جلسات سواقين باصات البطحاء. أعتقد أن الشباب هنا معهم حق لو سلكوا طرق غير سوية أو مارسوا التفحيط وأذية الناس في الأسواق والشوارع فليس لديهم مايقتل الفراغ ناهيك عن ضغوط حركة السير والدراسة والعمل. أخيرا لاأقول إلا الله يكون في عونكم ياشباب الرياض..

ليست هناك تعليقات: