٧ نوفمبر ٢٠٠٩

أيها أفضل الوقاية من المرض أو جلب أفضل الأطباء بعد المرض

لو أصاب أي أحد منا المرض الخبيث لا سمح الله وكان سبب هذا المرض هو عدم العناية السليمة وأخذ الحيطة والحذر للوقاية منه في مقابل توفير القليل من المال والجهد فإنه حتما سينفق بعد ذلك أضعاف أضعاف مابخل به سابقا.
اليمن ودول الخليج مثال ذلك فإن هذه الدول في الوقت ألذي كانت تنفق المليارات في دول الكفر إما من أجل اللهو والمجون أو من أجل إنقاذ إقتصاديات تلكم الدول من الإنهيار ضنت هذه الدول بالقليل من تلك المليارات سواء بالدعم المباشر أو بتسهيل الإجراءات للعمالة اليمنية للعمل في هذه الدول من أجل تحسين معيشتها في بلدانها وأعتقدت أن بعض الضغط على الحكومة اليمنية في هذا المجال ربما يعود بالنفع عليها وغاب عن تفكيرها أن مثل هذا التصرف ربما يولد الإحتقان والكره في نفوس هؤلاء المساكين البسطاء الذين وبسبب الجهل الذي فرض عليهم بسبب قلة الإمكانيات سيجعلهم قنابل موقوتة ربما يأتي اليوم الذي ستنفجر في الميدان وتحديدا في اليمن كنوع من الحنق على حكومتهم التي لم توفر لهم أساباب العيش الرغيد وبحكم الجوار الجغرافي والتشابه في الذي يصل حد التطابق في هيئة وشكل ولغة هؤلاء الناس بإخوانهم أبناء دول الخليج يصبح خطر هذا الإنفجار ليس مؤثرا على حكومة وأرض اليمن فقط بل ربما يصل خطره لكامل المنطقة وهذا ماحصل.. ففي الوقت الذي كانت دولة إيران تعمل بصمت على كل الأصعدة من أجل تطوير نفسها عسكريا وسياسيا وعقائديا وتنفق في سبيل ذلك الكثير من المال لم تحاول هذه الدول تحصين نفسها من ذلك الخطر الذي سيتهددها يوما ما. وبينما كانت إيران المجوسية تبني ترسانة قوية من الإسلحة فاشترت وصنعت وأنتجنت ظل المسلمين في هذه الدول يعتمدون على ما تسمح لهم به أمريكا والغرب من الحصول على سلاح لايتحكمون في أدق أسراره بل بقيت هذه الأسرار في حوزة تلك الدول المصنعة. وبينما أسست إيران مايشبه الخلايا النائمة في معظم هذه الدول وبسطت نفوذها على دولة العراق وهي دولة لايستهان بها كقوة إقليمية جبارة وذلك بتمكين حلفاءها من الشيعة في السيطرة على مقاليد الحل والربط داخل هذه الدولة راحت هذه الدول في سبات عميق لستفيق على كارثة ضياع العراق ولم تقف إيران عند حدودها في العراق فقط بل تمددت إلى لبنان والسودان وسوريا والكثير من الدول الإفريقية ودول المغرب العربي كما أنشئت خلايا حتى داخل هذه الدول نفسها فقد تنامى وتعاظم وجود الشيعة في كل دول الخليج تقريبا وحتى تحكم إيران قبضتها على هذه الدول كان لابد لها من أن تنظر تجاه الجنوب والذي بدوره مهيئ لتقبل أي أفكار خصوصا وأن لديهم المذهب المتوافق مع مذهبهم وهم الزيود وتعتبر اليمن أخطر هذه الدول من عدة نواحي. فالفقر والجهل وتواجد مذهب منتشر في البلاد وتواجد السلاح بكميات كبيرة كل هذه العوامل تجعل من اليمن دولة خطيرة لو تركت لوحدها تصارع المد الإيراني وبما أن الإخوة في دول الخليج مجتمعين لم يستطيعو إحتواء الحاجة الملحة لليمن إلى المساعدات ماعدى النذر اليسير قامت إيران بتقديم نفسها على أنها الدولة المسلمة التي تحس بهموم ومشاكل الدول المسلمة الأخرى فقدمت بعض المساعدات مثل الوعود بإقامة محطة توليد كهرباء غازية وإقامة بعض المشاريع الصناعية وكذا إقامة بعض المشاريع كالمستشفى الإيراني في صنعاء وإعطاء بعض المنح الدراسية وتدريب بعض الأطباء وغيرذلك من المشاريع. وبينما كانت تصنع هذه المشاريع من جهة كانت من جهة اخرى تصنع لها ولأتباعها موقع نفوذ فمولت أتباعها بالمال والسلاح والتدريب والتدريس وكسب المزيد من الأتباع. أعتقدت الدول الخليجية أن بإستطاعتها بأموالها وعلاقتها مع امريكا والغرب أن تقي نفسها من هذا الخطر الذي أصبح يطوقها من كل جانب. ولاشك أن إيران في توقيتها لإفتعال الأزمة الحوثية في اليمن قد أختارت التوقيت المناسب فهي قد أصبحت على وشك إنتاج قنبلة نووية والمسألة لديها مسألة وقت ليس بالطويل وتعتبر هذه الفترة فترة حاسمة بالنسبة لها وتختلف عن كل الفترات لذا أرتأت أن تشعل فتيل الأزمة في اليمن وحسب خطتها المعدة يجب أن تتطور هذه الأزمة لتشمل السعودية وليس هذه الأزمة فقط فهناك أزمة أخرى تحاول الترتيب لها وهي إقامة قلاقل ومشاكل في الحج وهي تعلم أن مثل هذه المشاكل ستشغل ليس السعودية واليمن فحسب بل ستشغل كل العالم الإسلامي وهذا ماتريده فهل نستطيع أن نقول أن إيران قد نجحت فيما فشل فيه العرب والدول الخليجية تحديدا.

ليست هناك تعليقات: