١ فبراير ٢٠٠٩

الأحواز الجرح المنسي

لم يعش المسلمون وخصوصا العرب منذ مابعد الفتوحات الإسلامية مأساة وذل وإحتقار كمايعيشونه اليوم بدءا من الغطرسة والعنجهية الإسرائيلية مرورا بالسيطرة الأمريكية والأوروبية وعدم أخذ أي اهمية لخواطرهم حيث أن من يلم يعتدي عليهم يالقتل والنهب يعتدي عليهم في دينهم وسب نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم وماذلك إلا نتاج خوفهم وتقاعصهم وحرص حكامهم على المناصب وكراسي الحكم الشيئ الذي أغرى بهم أعدائهم حتى أصبحت أغلب بلاد المسلمين ترزح تحت إحتلال إما مباشر أو غير مباشر ومايجري في فلسطين والعراق وأفغانستان وكشمير وغيرها إلا دليل قوي وبرهان ساطع على هذا العجز الإسلامي والعربي خاصة وإذا كان ماذكرنا من بلدان عربية محتلة وأقليات إسلامية مضطهدة هو ماينشر ويتداول في الصحافة والإعلام فإن هناك الكثير غيرها من بلاد وإقليات مستعبدة ومستعمرة أصبحت طي النسيان ولايتحدث عنها أحد ومن تلكم البلدان إمارة الأحواز التي تحتلها إيران وهنا سنذكر بعض المعلومات عنها حتى لاتغيب عن الذاكرة لعل في مايأتي من الزمن تلقى من يهب لنجدتها ويخلصها من نير الإحتلال.. الاحواز إمارة خليجية عربية ، تقع على امتداد الجانب الشرقي من الخليج العربي والحدود العراقية الشرقية ابتداءاً من مضيق هرمز وحتى شط العرب ، استمرت تحت سيطرة العرب منذ عصر الخلافة الراشدة وحتى عام 1925م الاحــواز (الاهواز) ـــــــــــــــــــــ للمنطقة عدد من الاسماء المتشابهة فيطلق عليها العرب "الاحواز" ونطقها الفرس "الاهواز" واشتهرت بذلك ، وكانت الدولة الصفوية تطلق عليها عربستان -اي المنطقة العربية - وغير الفرس اسمها حالياً إلى خوزستان ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يرجع تاريخ العرب في الاحواز الى دولة عيلام العربية التي استوطنت المنطقة في العهد القديم ، وحصلت الحروب بينها وبين الممالك العربية المجاورة في العراق ، حتى سقطت كلها في يد الاسكندر الاكبر ، وبقيت المنطقة بعده في قلاقل حتى وقعت تحت سيطرة الدولة الساسانية (الفارسية) ، واستمرت حتى فتحتها جيوش الفاروق ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ افتتح الصحابي الجليل حرقوص بن زهير السعدي منطقة الاحواز في منتصف العقد الثاني من القرن الهجري الاول عام 15 للهجرة ، وانتصر على حكامها الفرس بعد مناوشات عدة عاونته فيها القبائل العربية الموجودة في المنطقة ، وارسل قائدهم الهرمزان الى عمر بن الخطاب فاسلم واستقر في المدينة ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ يعيش في الاحواز حوالي 8 مليون نسمة ، كانت نسبة العرب فيهم تشكل 99% مطلع القرن العشرين ، ولكنها انخفضت الى 95% بعد سيطرة الايرانيين على المنطقة في عشرينيات القرن الميلادي السابق ، وتنقسم المنطقة جغرافيا بين السنة والشيعة ، ففي المحافظات الشمالية يعتنق غالبية العرب المذهب السني ، ويحدث العكس في المحافظات الجنوبية حيث ان غالبية قاطنيها من الشيعة
يعود تاريخ السيطرة الايرانية على المنطقة الى الشاه الايراني السابق رضا بهلوي ، الذي احتل الاحواز عام 1925م بمعاونة بريطانيا ، وذلك بعد ازدياد اهمية المنطقة لظهور البترول فيها ، إضافة الى موقعها المتميز على ساحل الخليج العربي ، وكانت المنطقة تدين بالولاء للشيخ خزعل الكعبي ، الذي كان ايضا على وفاق مع البريطانيين ، ولكن الانجليز تغيرت مواقفهم بعد انتصار الثورة البلشفية في روسيا وقيام الاتحاد السوفييتي ، فآثروا دعم الاتحاد الايراني الجديد بقيادة رضا بهلوي وتخلوا عن الشيخ خزعل ، فلم يستطع الحفاظ على المنطقة رغم صموده بقوة في وجه الفرس ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ تُشكل ابار النفط في الاحواز معظم الاحتياطات النفطية في ايران ، ورغم ذلك فالاحواز تفتقر الى الاحتياجات الاساسية وتنظر الحكومة للسكان هناك على انهم متمردون عرب يطالبون بالانفصال ، في الوقت الذي يبادل الاحوازيين العداء للحكومة ويعتبرون سيطرتها على المنطقة احتلالا ، ولا تزال الجهود مستمرة من الجانبين لفرض الامر الواقع على الطرف الاخر ، ومحاولة خلق معطيات جديدة للمنطقة في المستقبل القريب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الطريف في الامر هو ان الايرانيين يصرون دوماً على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي رغم ان الفرس لم تكن لهم كلمة على اي جزء من شواطئه الا في الثمانين عاما الاخيرة فقط !!!ء

ليست هناك تعليقات: