٢٧ سبتمبر ٢٠٠٨

لست أدري

أعتقد أن الكثير منكم قرأ القصيدة الرائعة(لست أدري) التي كتبها شاعر المهجر إيليا أبو أبو ماضي في ديوانه الحمائل على ما أعتقد ولكن حالة الغلاء التي أصابت العالم العربي فتحت قريحة شاعرنا هذا الذي عارض تلك القصيدة بالقصيدة التالية حيث قال:
لست أدري !! جئتُ لا أعلم للســـوق .. ولكني أتيت ولقد أبصرت قدامي خيارا فاشتريت.. فإذا بالسـعـر كالنار لهيبا فاكتويت كيف جئتُ .. كيف ضيعتُ فلـــوسي ...... لستُ أدري أجديدٌ أم قديمٌ أنا في ســوق الخضار ْ كم ترى أعلك خســاً ورويداً وصبارْ ؟ بينما الشلغم والفندال حكــــراً للكبارْ أتمنى أنني أدري ، ولكن ......... لستُ أدري ومعـاشي ما معاشي ؟ أقليل أم كثير ؟ هل أنا أسعد أم أشقى به مثل الأجيرْ ؟ أأنا السـائر للمـالِ ، أم المـال يســير ؟ أم كلانا واقفٌ ، والـدَّينُ يجري .......... لستُ أدري قد سألتُ اللحم يوماً هل أنا يا لحم منكا ؟ هل ترى أصلح للأكل إذا سـُوِّيْتُ تِكا ؟! أم ترى لحمي قاسٍ أعجفٍ يصعب علكا ضحكَ القصابُ مني ... وهو يعني ... لستُ أدري أيها اللحمُ أتدري كم مشى البق عليكا ؟ وهل ' الذُّبانُ ' يدري أنه جاثٍ لديكا ؟ وهل الأمراض تدري أنهـا منكَ إليكا ؟ ما الذي الأغنام قالت حين ماءت ....... لستُ أدري أنت يا لحم عجيبٌ ... آه مـا أعظم أمركْ أنت مثلي أيها الجاموس لا تعرفُ سركْ أشبهت حالك حالي وحكى نحري نحرك فمتى أنجــو من النحر ... وتنجــو ... !! لستُ أدري أيها التاجر قل لي : هل أنا مثلك أحيا ؟ قد أكلتَ اللحم مني .. وتركت العظم ليا هل أنا مثلك شيءٌ ... أم تراني لست شيا أم ترى الخالق أوصـاكَ بنحـري ... لستُ أدري أنا يا تاجـر خلقٌ .. مثلما ربك ربي ... لي نفسٌ تتشهى ... وأحاسيسٌ بقلبي ... ليَ أطفالٌ صغارٌ .. أرتجيهم وأُربِّي !! فلماذا أنت تلهـو بمصيري .......... لستُ أدري يا وزير السوق إنا قــد تجرعنا المرارةْ فهل القانون يرضى ذبحنا باسم التجارة هل ترى مثلك مثلي قد تكبدت الخسارة أم ترى أنتَ غشيمٌ لستَ تدري ....... لستُ أدري !!

ليست هناك تعليقات: