اسرار الرواية الكاملة لمقتل سوزان تميم و الضابط المصري الذي كلف بالمهمة ...
بقلم : شاكر عبد الفتاح
ان الشخص المتهم بقتل المطربة اللبنانية لم يكن يعمل بمباحث أمن الدولة كما أشارت الصحف بل كان حارسا شخصيا سابقا للرئيس المصري حسني مبارك وهو الذي كان معينا من قبل جهاز الأمن القومى، حيث أنه أمضى بضع سنوات فى الخدمة ثم تم نقله من حراسة الرئيس ليكون الحارس الخاص للسيد جمال مبارك نجل الرئيس شخصيا وهو ما اتاح له مرافقته فى زياراته الخاصة واجتماعاته مع رجال الأعمال ومن المعروف أن الحارس الخاص من هذه النوعية علاوة على ما يتمتع به من قوة بنيان ومهارات قتالية ويقظة عالية، يكون موضع ثقة هائلة إذ يؤتمن على حياة من يحرسه،وأهم مزاياه الكتمان حيث يضطلع يوميا على أسرار شخصية وعامة لمن يحرسه، وأحيانا يكون بمثابة السكرتير الشخصى، وكاتم الأسرار، وعادة ما يستغل لتقريب الأشخاص للشخصية الهامة، أو منعهم عنه إن تطلب الأمر، استقال صاحبنا بعد عدة سنوات ليعمل مديرا لأمن أحد منتجعات شرم الشيخ الشهيرة جدا والتى تقع فى دائرتها فيلات تتبع الرئاسة، وهذا الضابط الذى أصبح يتمتع بصداقات مع عدد كبير من رجال الأعمال ممن كان يحضر لبيوتهم بصحبة جمال مبارك نفسه ومنهم رجل الأعمال المشار إليه وصاحب مشروع المدينة الشهيرة على طريق السويس والذى تحوم حوله شبهات التحريض بارتكاب الجريمة قد تعرف على المطربة اللبنانية خلال تواجدها لاحياء حفل بصحبة متعهد لبنانى الجنسية، يعمل فى الحقيقة قوادا سوبر، وله علاقة بقريبة لها من ناحية الأم، ولم تكن هى ساعتها معروفة كمطربة بل كموديل متعددة العلاقات، عرفها المتعهد على الضابط، بحكم عمله فى تأمين الحفلات، فأعجبها بجسده المفتول وعضلاته الضخمة وكم الاحترام الذى يحظى به، حيث خرج من الخدمة برتبة راقية، ويشاع أن علاقة خاصة قد جمعت بينهما، تفسر تردد سوزان الدائم على شرم الشيخ ومكوثها الطويل فيها خصوصا أيام حرب لبنان الأخيرة، وصاحبنا من ناحيته كان يستغلها فى بناء علاقاته مع رجال الأعمال من المصريين والعرب، وهو أمر كان عاديا فى هذا الفندق الذى اشتهر باقامة الحفلات الخاصة جدا لعلية القوم من رجال الأعمال والسياسيين، ومنها عقد قران جمال مبارك نفسه، ويظن أن الضابط هو الذى جمع بين المطربة القتيلة، وبين رجل الأعمال المتهم لدى تردده على الفندق الذى يعمل به الضابط، فى ليال خاصة مع السوبر موديل والمطربة، وتيم بها رجل الأعمال وظهر بصحبتها فى أكثر من مكان، خصوصا مشروعه الكبير بالاسكندرية، بينما الضابط السابق يبدو أنه لم يمانع فى تجاوز علاقتهما الخاصة لصالح البيزنس، ورأى أن تأكل المطربة عيشها مع رجل الأعمال وتتزوجه طالما يستفيد هو من وراء ذلك فى تشهيل أعماله الخاصة.وعندما دبت الخلافات بين المطربة ورجل الأعمال على أثر اكتشافه لعلاقة جمعتها بآخر خلال رحلة لها خارج مصر جريا على دأبها تدخل الضابط وأقنع رجل الأعمال بتركها، وسعى رجل الأعمال لانهاء أعمالها الفنية بمصر وطردها، لكنها كانت أسرع منه حيث تعرفت فى تلك الفترة على زوجها الثانى المصرى من أصل لبنانى الذى قام بترويجها فنيا وصنع شهرتها المحدودة، لكن رجل الأعمال لم يتركها، وكان يعرف أن الزواج بينها وبين زوجها ومنتجها الفنى ليس إلا غطاء معهود لعلاقة عمل تتيح لها التواجد فى السوق الفنى المصرى دون مشكلات، لم تهدأ بينهما المناوشات وعمل رجل الأعمال على الضغط على زوجها ومنتجها لابعادها عن مصر، وبالفعل رضخ الرجل الذى يعلم كم نفوذ رجل الأعمال، فصحبها لدبى حيث عرفها برجل أعمال من المقربين لدوائر الحكم بالإمارة الذى منحها إحدى شققه الخاصة بعد ليلة صاخبة أحيتها المطربة بجسدها وصوتها، وهى نفس الشقة التى لقيت مصرعها بها، ولم تنتهى علاقتها رغم ذلك بالضابط المصرى الذى اعتبرته حبها الوحيد ولم تقم معه علاقة لغرض بل لهوى،فظلت تدعوه لزيارتها فى دبى، وشوهد معها أكثر من مرة يتجولان، وظل صاحبنا يتردد عليها من فترة لأخرى وعندما علم رجل الأعمال المتهم بأنها تسعى للزواج من رجل الأعمال الإماراتى الذى يقود فى الوقت نفسه مشروعا لمقاولات البناء فى مصر تنافس استثماراته جن جنونه. وأضاف إلى غضبه تصريحات من المطربة تتناول علاقتهما وشخصيته، ترافقت مع ضغوط هائلة مورست عليه كادت تعصف بمشروعه العقارى الكبير وتصفه بالوهم يقودها رجل أعمال حزبى من دائرة الفكر الجديد دبت بينهما الخلافات مؤخرا، وحضرت المطربة لتقيم فى مصر رغم تهديداته وتعمدت الظهور بصحبة رجل الأعمال الحزبى الكبير المنافس، وظن معها صاحبنا أن المطربة هى جزء من هذه الحرب، فحاول تعكير صفو وجودها وعلاقتها برجل الأعمال المنافس وجرجها بالفعل لوقائع أمضت على أثرها عدة ساعات بقسم بوليس بحى شعبى فى غيبة رجل الأعمال الذى لم يشأ أن يعرض اسمه لمشكلات فى ذات الوقت الذى يرتبط فيه بعلاقة قوية بسيدة أعمال أخرى نافذة، ولم ينقذها سوى مندوبة السفارة اللبنانية. تركت مصر وعادت لبلادها، ولم تنس الألم الذى سببه لها، فبدأت تسرب مزيد من الأخبار عن علاقتهما، وحاول هو الاتصال بها عن طريق الضابط السابق لاسكاتها وتهديدها، لكنها ردت بتهديدها الكبير بأنها ستنشر أسرار علاقتهما وما تعرفه عن علاقاته الخفية والقذرة فى عالم البيزنس، وهى فضيحة لا تلطخ اسمه وحده بل تورط أسماء أخرى عديدة، فتوسط الضابط السابق لديها، وقابلها فعلا فى لبنان وعرض عليها تسوية ترضيها لكنها زايدت وطلبت مبلغا مليونيا كبيرا مقابل عدم تناولها لحياتها الشخصية مع رجل الأعمال وعلاقاته الفاسدة التى عايشتها، وعدم تناول هذا الأمر فى الميديا وتنازلها عن القضايا التى رفعتها ضده سواء فى مصر أو لبنان. ولم تفلح الضغوط التى قام بها الضابط السابق ولا وساطته كصديق، فدبر لها عدة مكائد منها اتهامات بالسرقة والقتل عن طريق زوجها الثانى لتشويه سمعتها حتى لا يكون لديها مصداقية إن تناولت سيرته، لكن الأمر لم يفلح، وأصرت هى على أثر ذلك على التعريض به وبدأت تسرب الشائعات حول علاقته بها ليس كزوجها أو عشيقها بل بصفته قواد لها، يقدمها للكبار مقابل تسهيل بيزنس فاسد، وقالت أنه يحتفظ لها بشرائط جنسية مع أناس من علية القوم ورجال الأعمال المرموقين، صورت بمعرفة الضابط السابق، وأرسلت إليه ما يفيد أنها ستفضح العديد من أسراره، وهو ما أدخل الرعب بالفعل إلى قلبه. وفى ليلة بمنتجع شرم الشيخ فوجئ الضابط بزيارة رجل الأعمال المتهم له، وفى جلسة خاصة جمعتهما عرض عليه مليون دولار من تلك الأموال التى ساوم بها المطربة اللبنانية على سكوتها مقابل تخليصه من هذا الأمر برمته. فهو الوحيد الذى يستطيع الوصول إليها دون أن تحوم حوله الشبهات بسبب تردده العادى عليها كصديق فى لبنان ودبى والقاهرة، ومقتلها لن يضر احد وستتوزع الشبهة على معارفها الذين لا يمكن حصرهم بدء من قوادها اللبنانى مرورا بأحبائها من كل مكان، وخلال عدة أيام اختمرت خطة التخلص منها فى رأس الضابط السابق واستدعى اثنان من زملاءه السابقين أفهمها أن العملية هى جزء من أوامر عليا لمصلحة الدولة، ومنح كل منهما مكافأة مئتى ألف دولار وافق رجل الأعمال على دفعها علاوة على المليون دولار التى عرضها على الضابط قبل ذلك. وتوجهو لدبى حيث أقامو فيها ليلتين ولحقوا بالضابط الذى كان هناك قبلها بيوم وقبل موعد طائرته العائدة توجه للبرج الذى تسكنه المطربة ودخل الضابط دون استغراب أحد حيث يتردد عادة عليها ومعروف علاقته بها. صعد لشقتها دون أن يستوقفه أحد، وأعاد معها نفس النقاش حول عرض رجل الأعمال وكيفية التهدئة بينهما لكنها أصرت على رفضها، فودعها وأعطى أوامره لرجليه باستكمال المهمة، فصعدا بعدها بنصف ساعة متخفين فى صورة عمال يحملون قطعة موبيليا لبيت المطربة، لذلك دارت الشبهات فى البداية حول التاجر السورى الذى تم شراء قطعة الموبيليا منه والذى أدلى بأوصاف الاثنان اللذان صعدا لشقتها وكانت مغايرة لأوصاف من صعدوا البرج ووجدت صورهم فى أشرطة المراقبة، واستبعد الضابط بعد تحرى قصير عنه جرى فى القاهرة، وظل بوليس دبى يبحث عن الشخصين القاتلين دون أن يربط بين زيارة الضابط وبين الجريمة. لما لا وقد صعد البرج الذى تسكنه القتيله وهو يعلم بوجود الكاميرات ويعلم أنها ليست أول مره تلتقط صورته، وطوال هذه المدة استبعدت أيضا شبهة تدخل رجل الأعمال المصرى رغم تصريحات عائلة القتيلة بظنهم أنه هو الذى قتلها وليس زوجها الثانى لعلمهم بما دار بينها وبين رجل الأعمال فى لبنان، ومساوماته وتهديده لها، وظن البوليس اكثر أن القتل حدث بهدف السرقة وحدها، وقد كان للطريقة التى ارتكبت بها الجريمة دور فى التعمية على مرتكبها الحقيقى،فقد تعمد القاتلان بالفعل العبث بالشقة وسرقة مصوغات القتيلة وتشويهها، وظل بوليس دبى يبحث عن القاتل السارق دون أن يتنبه للعلاقة بين القاتلين والضابط السابق. البوليس الفرنسى هو الذى استطاع الكشف عن الخيط المفقود، فالضابط السابق لم يتوجه للقاهرة مع القاتلان بل سافر مباشرة إلى باريس بعد تأكده من مقتل المطربة، واتمام العملية، حيث قابل رجل الأعمال الذى يقضى أجازته الصيفية هناك، ورصد البوليس لقاء بين رجل الأعمال والضابط السابق بمطعم يمتلكه شخص فلسطينى من كبار القيادات السياسية، وفى نفس اليوم تتبعوا تحويل نقدى ضخم من حساب رجل الاعمال ببنك فرنسى شهير لصالح الضابط السابق. شرطة دبى التى وقعت بروتوكول تعاون مشترك مع الشرطة الفرنسية لحماية الشخصيات الأماراتية الكبيرة والتى يكثر ترددها على باريس كانت قد أبلغت الجانب الفرنسى ببحثها عن قتلة المطربة وأنه تراودهم الشكوك فى الضابط المصرى. بعد إبلاغ الجانب الإماراتى بهاتين المعلومتين أخذت شرطة دبى مرة أخرى فى اعتبارها احتمال تورط رجل الاعمال المصرى بمساعدة الضابط فى التخطيط لهذه الجريمة، وارسل فريق سرى للقاهرة للبحث عن القاتلين دون إبلاغ الجانب المصرى حيث ان تقديرا للعملية أظهر دقة الموقف وصعوبة ملاحقة ضابط سابق كان يعمل فى جهة مهمة مثل هذه وملاحقة رجل أعمال وثيق الصلة بدائرة الحكم الضيقة فى مصر. وعمل الفريق لعدة أيام بين القاهرة وشرم الشيخ فرزوا خلالها دائرة معارف الضابط السابق بحثا عن شخصين تطابق ملامحهما صور كاميرات المراقبة بالبرج الذى شهد الجريمة. طابقوا أيضا هذه الصور مع صور الباسبورات لجميع ركاب الطائرات المتجهة للقاهرة وباريس خلال اليومين الذين تليا الجريمة، ولم يتوصلوا لشئ وتأكدوا أن الشخصين اللذين تبرزهما صور الكاميرات قد تخفيا بمهارة لا تليق بسارقين عاديين، وظلوا يتابعون الضابط وتمكنوا من رصد اتصالات الضابط من خلال اختراق شبكة المحمول وحصلوا على أرقام تليفونات جميع المكالمات السابقة التى أجراها من تليفونه سواء خلال وجوده بدبى أو باريس أو القاهرة، ولحسن حظهم لم يتخذ الضابط أى اجراءات لابعاد الشبهة عنه، حيث وجدت مكالمة هاتفية أرسلها فى نفس التوقيت الذى وقع فيه الحادث لدى وجوده بالمطار منتظرا الطائرة المغادرة لباريس لتليفون محمول ثبت أنه تم شراء الخط الخاص به قبل يوم من الجريمة أى فى نفس فترة تواجد الضابط، وهو ما بدا لمحققى شرطة دبى كأنه رسالة تمام من مرتكبى الجريمة لقائدهم. وصحت ظنونهم، حيث وجد اتصال تليفونى آخر من الضابط السابق لتليفون فى مصر يخص ضابط مصرى آخر تم التعرف على اسمه ووجد أن حسابه البنكى قد وضع فيه أربعمائة ألف دولار تم تحويلها من حساب آخر فى بنك باريسى فى نفس موعد تحويل المليون دولار من رجل الاعمال للضابط السابق، تم رصد الرجل ومتابعته وثبت تشابه ملامحه الجثمانية مع الصور الملتقطة مع اختلاف فى الملامح عزاها الخبراء فى شرطة دبى لمكياج متقن أجراه لاخفاء ملامحه الحقيقية، وثبت الأمر أكثر عندما وجد أن هذا الشخص كان متواجدا فى دبى ضمن وفد تجارى مصرى فى نفس الفترة وسجلت لهذا المشتبه به مكالمة لشخص آخر يعيش فى الاسكندرية ذكر له فيها أنه قد تلقى المبلغ من الضابط السابق وذكره بالاسم دون توضيح غرض التحويل المالى،وأخبره أنه سيحول له المبلغ المتفق عليه. وبالفعل جرى التحويل فى نفس اليوم، وهنا تأكدت شكوكهم من أن ثمة أمر جرى بين الأربعة، واتخذ قرار بعرض الأمر بين مدير شرطة دبى وشخصية مصرية كبيرة كانت تزور الإمارة وقتها والذى صعق من التفاصيل التى وضعوها جميعها فى ملف أمامه، وكان الاتجاه هو تمرير الأمر حتى لا تتوتر العلاقات على أن يقوم الجانب المصرى بتسوية القضية وإيجاد كبش فداء يبعد الشبهات عن الشخصيات السياسية حتى لا تستغل القضية لتشويه صورتهم. لكن اتت الريح بما لم تشتهى السفن، دخل القضاء اللبنانى طرفا فى القضية حيث حركت دعاوى جديدة لاستكمال الدعاوى السابقة التى رفعتها القتيلة ضد رجل الأعمال زوجها السابق، وخرجت العائلة عن صمتها وأخذوا يكيلون الاتهامات علانية بتورط رجل الأعمال، وهنا لم تجد شرطة دبى بدا من إلقاء الكرة فى ملعب المصريين الذين لم يحركو ساكنا منذ عرضت عليهم القضية، ولم يتيحوا لهم استكمال تحرياتهم واحضار المتهمين للتحقيق، وبدا للاماراتيين أن المصريين لا يستسيغون التحرك في هذه القضية الحساسة بأى مستوى. وجاء التخبط المصرى بعد أن تسربت الأخبار بفعل فاعل فورطت النظام والحكومة والنيابة العامة فى خطوات لم تكن فى الحسبان لكى ينقذوا ماء وجه الدولة المهدر فى هذه القضية التى تكشف هذا التزاوج بين العنف الإجرامى والمال السائب والسلطة المستبدة فى عصرنا السعيد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق