النجاح والفشل هما في حياة الإنسان صفاتان متلازمتان ولهما نفس القوة والضعف ولكن قوتهما وضعفهما يعتمد على قوة وضعف الشخص نفسه فإذا كان هذا الشخص لدية القوة والإرادة يستطيع تغليب صفة النجاح على صفة الفشل أما إذا كان ضعيف الشخصية والإرادة فإن صفة الفشل تستطيع التغلب والسيطرة عليه.
وربما يظل الفشل دائما مرافقا له في كل مراحل ومع ذلك يتسطيع أيضا بالإرادة والمواجهة أن يصحح مسار حياته ويقاوم الفشل وحتما سينتصر أما إذا استسلم وحاول الهرب من المواجهة وإختلاق الأعذار وعدم الأخذ بأراء من هم أكثر منه خبرة وتجربة فستظل صفة الفشل صفة ملازمة له أينما حل أو أرتحل والهروب لايستر عيوب الفاشلين بقدر مايجعلهم يرتمون في إحضانه يجرعهم مراراته صباح مساء حتى يتشبعوا وتتبلد لديهم الأحاسيس فيصبحوا لايفرقون بين الفشل والنجاح ولاتؤثر فيهم نظرات الشامتين ولا كلمات الناصحين لأنهم يصبحون معتقدين أن كل من حولهم يحتقرهم وبالتالي فهم لايحبهم ولاهم يحبونه ولايقفون معه ويجعل منهم شماعة يحاول أن يمسح فيها كل مشاكله وغلطاته. ومن وجهة نظري ان الهروب ليس الحل وتحميل الآخرين أسباب الفشل ليس الوسيلة ولكن الوسيلة الصحيحة والإحساس بالإنتصار على الفشل هو مقاومة كل الظروف والإثبات للنفس أولا وللآخرين القدرة على التغلب على الجميع وإقران هذه العزيمة بالعمل والصبر لا الإستسلام والهرب وعندما حتما سيتغير مسار الحياة للأحسن.
لنا هناك أصدقاء كثر نعرفهم وكانت كل مسارات حياتهم مهيئة لسيطرة الفشل عليهم من فقر وفقد ابوين وبيئة فاسدة وجهل وأمراض حتى أننا كنا نقول أن هؤلاء مستقبلهم المنطقي هو الفشل ومصيرهم الحتمي إلى أحد أمرين إما الموت حسرة وقهرا أو الإرتماء في حضن الإجرام بكل أشكاله وألوانه من سرقة ومخدرات وبلطجة وخلافه أو في أضعف الإحتمال اللجوء للتسول ومد اليد للصدقة ولكن أندهشنا عندما رأينا بعضهم وقد قاوم كل تلك الظروف وقهر تلك كل الصعاب وواصل المسير بحياته نحو النجاح بكل عزيمة وإصرار حتى أصبح ذو شخصية مرموقة في المجتمع إما صاحب تجارة وجاه ومال أو صاحب منصب وسلطة وقوة أو ذو علم وزهد وورع وكل كل تلك الحلات كانت بالنسبة لنا مدهشة تدعو للتأمل والإعجاب ولم يكن هؤلاء فقط هم أدهشونا بتلك التصرفات الخارقة للعقل والمنطق ولكن لو تأملنا الكثير من الناس من حولنا لوجدنا أن الكثير منهم من يمتلك تلك الصفات وفي المقابل وعلى النقيض نعرف أشخاص كانت كل الظروف مهيئة لهم وكل الإمكانيات متوفرة لديهم ليكونوا من أصحاب المراكز المرموقة في المجتمع من غنى وجاه وظروف مستقرة ولكن للأسف الجهل والغرور جعلهم يستغلون تلك الظروف ولاينظرون للأشياء إلا من خلال منظار أسود يصور لهم كل أنوار الدنيا على أنها سوداء وكل سبل النجاح السالكة على أنها سبل مليئة بالأشواك والعراقيل فاستسلموا لشيطان اليأس والفشل فبسط هيمنته عليهم وجرهم لأول طرق الهاوية المؤدية لمهاوي الفشل وحتما الهلاك والضياع وطبعا دائما مايكون بدايات الفشل هي في الدراسة مثلا الرسوب في البداية في مادة أو أثنتين ثم يتبعها الرسوب في ثلاث أو اربع مواد وأخيرا في جميع المواد ومع كل نقطة فشل يتم العزف على نغمة أن الظروف هنا غير ملائمة وأن الفرصة الحقيقية موجودة في بلد أخرى أو مدينة اخرى وفي الحقيقة هو الهروب ولاشئ غير الهروب مهما حاول الفاشلون ستره بأسباب ومبررات واهية ولكن لانملك لهؤلاء إلا الدعاء لهم بالهداية وأن ينير الله عقولهم ويريهم دروب النجاح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق