٢٣ يناير ٢٠٠٨

ألا زعمت أسماء فصيح

ألا زعمت أسماء
أَلا زَعَـمَــت أَســمــاءُ أَن لا أُحِـبُّـهــا فَقُلـتُ بَـلـى لَــولا يُنازِعُـنـي شُغـلـي
جَزَيـتُـكِ ضِـعـفَ الــوُدِّ لِـمـا شَكَيـتِـهِ وَما إِن جَزاكِ الضِعفَ مِن أَحَدٍ قَبلـي
لَعَـمـرُكَ مــا عَيـسـاءُ تَتـبَـعُ شـادِنــاً يَعِـنُّ لَهـا بِالجِـزعِ مِـن نَخِـبِ النَجـلِ
إِذا هِـــيَ قـامَــت تَقـشَـعِـرُّ شَـواتُـهـا وَيُشرِقُ بَينَ الليتِ مِنها إِلى الصُقـلِ
تَـرى حَمَشـاً فـي صَدرِهـا ثُــمَّ إِنَّـهـا ِذا أَدبَـــرَت وَلَّـــت بِمُكـتَـنِـزٍ عَــبــلِ
وَمــا أُمُّ خِـشـفٍ بِالـعَـلايَـةِ تَـرتَـعـي وَتَـرمُــقُ أَحـيـانـاً مُخـاتَـلَـةَ الـحَـبـلِ
بِأَحـسَـنَ مِنـهـا يَــومَ قـالَـت كُلَيـمَـةً أَتَصرِمُ حَبلي أَم تَـدومُ عَلـى الوَصـلِ
فَـإِن تَزعُميـنـي كُـنـتُ أَجـهَـلُ فيـكُـم فَإِنّـي شَرَيـتُ الحِلـمَ بَعـدَكِ بِالجَـهـلِ
وَقـالَ صِحابـي قَـد غُبِـنـتَ وَخِلتُـنـي غَبَـنـتُ فَــلا أَدري أَشَكلُـهُـمُ شَـكـلـي
فَــإِن تَــكُ أُنـثـى فــي مَـعَـدٍّ كَـريـمَـةً عَلَينـا فَـقَـد أُعطـيـتِ نافِـلَـةَ الفَـضـلِ
عَـلـى أَنَّـهـا قـالَـت رَأَيـــتُ خُـوَيـلِـداً تَنَـكَّـرَ حَـتّـى عــادَ أَســـوَدَ كَـالـجِـذلِ
فَتِـلـكَ خُـطـوبٌ قَــد تَمَـلَّـت شَبـابَـنـا زَمانـاً فَتُبلينـا الخُطـوبُ وَمــا نُبـلـي
وَتُبلى الأُولى يَستَلئِمونَ عَلى الأولى تَراهُـنَّ يَـومَ الــرَوعِ كَالـحِـدَإِ القُـبـلِ
فَـهُــنَّ كَعِـقـبـانِ الـشُـرَيـفِ جَـوانِــح وَهُـم فَوقَهـا مُستَلئِمـو حَلَـقِ الـجَـدلِ
مَـنـايـا يُـقَـرِّبـنَ الـحُـتـوفَ لأهـلِـهــا جِهـاراً وَيَستَمتِعـنَ بِـالأَنَـسِ الجَـبـلِ
وَمُفـرِهَـةٍ عَـنــسٍ قَـــدَرتُ لِرِجـلِـهـا فَـخَـرَّت كَـمـا تَتّـابَـعُ الـريـحُ بِالقَـفـلِ
لِـحَــيٍّ جِـيــاعٍ أَو لِـضَـيـفٍ مُـحَــوَّلٍ أُبـــادِرُ ذِكـــرا أَن يُـلَــجَّ بِـــهِ قَـبـلـي
رَوَيـتُ وَلَـم يَغـرَم نَديمـي وَحـاوَلَـت بَني عَمِّهـا أَسمـاءُ أَن يَفعَلـوا فِعـلـي
فَمـا فَضلَـةٌ مِـن أَذرِعـاتٍ هَـوَت بِهـا مُـذَكَّــرَةٌ عَـنــسٌ كَـهـادِيَـةِ الـضَـحـلِ
سُــــلافَــــةُ راحٍ ضُـمِّـنَــتــهــا إِداوَةٌ مُـقــيَــرَّةٌ رِدفٌ لِآخِــــــرَةِ الـــرَحـــلِ
تَـزَوَّدَهـا مِــن أَهــلِ مِـصــرٍ وَغَـــزَّةٍ عَلى جَسـرَةٍ مَرفوعَـةِ الذَيـلِ وَالكِـفـلِ
فَوافـى بِهـا عُسـفـانَ ثُــمَّ أَتــى بِـهـا مَجَنَّـةَ تَصفـو فـي القِـلالِ وَلا تَغـلـي
فَرَّوحَـهـا مِــن ذي المَـجـازِ عَـشِـيَّـةً يُبـادِرُ أَولـى السابِقـاتِ إِلــى الحَـبـلِ
فَـجِـئـنَ وَجــــاءَت بَـيـنَـهُـنَّ وَإِنَّــــهُ لَيَـسـمَـحُ ذِفـراهــا تَـزَغَّــمُ كَالـفَـحـلِ
فَـجـاءَ بِـهــا كَـيـمـا يُـوافِــيَ حِـجَّــةً نَديـمُ كِــرامٍ غَـيـرُ نِـكـسٍ وَلا وَغــلِ
فَـبـاتَ بِجَـمـعٍ ثُــمَّ تَـــمَّ إِلـــى مِـنــىً فَأَصبَحَ رَأداً يَبتَغـي المَـزجَ بِالسحـلِ
فَجـاءَ بِمَـزجٍ لَــم يَــرَ الـنـاسُ مِثـلَـهُ هُـوَ الضَـحـكُ إِلاَ أَنَّــهُ عَـمَـلُ النَـحـلِ
يَمـانِـيَـةٍ أَحـيــا لَــهــا مَــــظَّ مَــأبِــدٍ وَآلِ قَــراسٍ صَــوبُ أَسـقِـيَـةٍ كُـحــلِ
فَـمـا إِن هَـمـا فــي صَحـفَـةٍ بارِقِـيَّـةٍ جَـديـدٍ أُرِقَّـــت بِـالـقَـدومِ وَبِالـصَـقـلِ
بِأَطيَـبَ مِـن فيـهـا إِذا جِـئـتُ طـارِقـاً وَلَـم يَتَبَيَّـن سـاطِـعُ الأُفُــقِ المُجـلـى
إِذا الهَـدَفُ المِعـزابُ صَــوَّبَ رَأسَــهُ وَأَمكَـنَـهُ ضَـفـوٌ مِــنَ الثَـلَّـةِ الخُـطـلِ

ليست هناك تعليقات: