أعرف جيدا أن أمتنا العربية مستهدفة ، وهذا الاستهداف ليس وليد الساعة وإنما يغوص في تاريخنا منذ ما يزيد على ألفي عام ،أورد بعض الأمثلة ، كلنا نعرف عن دولة حمير التي قامت في منطقة جنوب اليمن ، وكان لها شأن في التجارة والقوة البحرية التي أوصلت تجارتها إلى جنوب شرق آسيا ، لم يرق ذلك التقدم الاقتصادي والعمران والقوة الحميرية للحبشة ، وعلى ذلك قررت الحبشة القضاء على هذه الدولة العربية الصاعدة ، لكن الحبشة لا تستطيع بمفردها فرض إرادتها على الدولة الحميرية فاستعانت بإمبراطورية بيزنطة لإلحاق الهزيمة بالدولة العربية في جنوب جزيرة العرب ، وكان لها ما أرادت ، فاستنزفت قوة حمير وحوصرت وتم احتلالها من قبل الأحباش بمعونة بيزنطية وزحفت تلك القوة الغازية شمالا حتى وصلت مكة المكرمة ونستدعي في هذه الحالة سورة البروج وسورة الفيل .
في هذا السياق انظروا إلى حال اليمن اليوم وما يجري على أرضها ، قوم يريدون الوحدة مشروطة بعدالة ومساواة وقضاء مستقل ، وقوم آخرون يريدونها لكن بطريقتهم وأهم معالم تلك الطريق الاستبداد ، والاستيلاء على ممتلكات الغير إلى الحد الذي دعا فريقا من السياسيين الرئيس علي عبد الله صالح أن يختار بين خمسة عشر رجلا يعيشون في دائرة رعايته ــ هم المستولون على ممتلكات الغير بغير حق ـــ أو الوحدة اليمنية القوية ، وحتى هذه اللحظة لم يعلن اختياره ، وهذا الموقف قد يجر اليمن كله إلى حالة لا تحمد عقباها . أريد أن أذكر فخامة الرئيس علي عبد الله صالح بأن الذكاء والمكر السياسي والمناورات السياسية التي أبقته في سدة الحكم حقبا من الزمن لم تعد مجدية الآن وعليه وحزبه الاستماع إلى مظالم الناس ومطالبهم والعمل على تحقيق العدالة ورد الحق إلى أصحابه إن أراد الحزب ورئيسه بناء دولة الوحدة القوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق