هل يتم إغتيال باراك أوباما؟
لا أحد يستطيع أن ينكر أن أي رئيس للولايات المتحدة الإمريكية لابد أن يضع نصب عينيك مصالح الولايات من أولى أولوياته ولكن هناك من هي في المرتبة الأولى حتى قبل أمريكا نفسها وقبل مصلحة المواطن الأمريكي إنها (إسرائيل) والدليل أن أي حملة إنتخابية لأي مرشح لابد أن يكون أهم برنامج في برامجه الإنتخابية هو ضمان أمن إسرائيل وضمان تفوقها في كل المجالات على كل جيران المحيط لها وكلنا شاهد المرشحين الأمريكيين جون ماكين وباراك أوبابما وهما يتباريان كل من جهة في إظهار الولاء لإسرائيل والآن وقد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من موعد الإنتخابات التي ستجري الشهر المقبل نوفمبر وقد لوحظ التقدم الملحوظ للمرشح الأسود باراك أوباما على منافسه جون ماكين ولكن يظل أوباما محل شك من جهة إسرائيل ومؤيديها داخل الولايات المتحدة على خلفتين رئيستين الأولى اصوله الإفريقية والتي تعتبر المرة الأولى التي يصل فيها مرشح رئاسة لهذا المنصب لو فاز والثانية خلفيته وجذوره الإسلامية حتى وإن حاول أن ينفيها في كل مناسبة أو مهرجان يقيمه ليثبت ولاؤه لديانته الحالية المسيحية وأن لا تأثير لجنسه أو عرقه السابق على مسار حكمه لأكبر أمبراطورية في العالم في الوقت الراهن.
ولكن هل تشفع له كل هذه التطمينات لكسب رضى إسرائيل وحلفائها والوثوق به؟ والمعلوم أن اليهودلا يثقون إلا بأنفسهم فقط وهناك أمثلة كثيرة على قيام إسرائيل بالتخلص حتى من بعض حلفائها إذا كان ذلك يصب في النهاية في مصلحتها ومن تلك الأمثلة ماقامت به مع الكونت برنادوت ، وهو أحد أفراد العائلة المالكة السويدية ورئيس الصليب الأحمر السويدي في ذلك الوقت فقد كان هدفاً للتصفية بعد عدة أحداث تاريخية بدأت في 29 تشرين ثاني/نوفمبر عام 1947، عندما اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية الأصوات قرار التقسيم، الذي نص على تقسيم فلسطين إلى دولتين مستقلتين واحدة يهودية وأخرى عربية، مع تدويل القدس وقد قبل معظم اليهود هذا القرار في حين رفضه العرب في فلسطين والدول العربية واستعدوا لمحاربته بقوة السلاح وأعلنت بريطانيا أن هذا المشروع يفتقر إلى احتمالات النجاح وأنها لن تشارك في تطبيقه. وثم اقترح إجراء بعض التعديلات على الحدود بين الدولتين العربية واليهودية كما يرسمها قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة، ومن بين هذ التعديلات ضم منطقة النقب للدولة العربية وضم منطقة الجليل للدول اليهودية، كما اقترح إدخال القدس بأكملها ضمن الدولة العربية مع منح الطائفة اليهودية فيها استقلالاً ذاتياً لشؤون البلدية، مؤكداً أن القدس يجب أن تظل تحت السيادة العربية.
وما كادت هذه المقترحات تصل إلى علم اليهود حتى ثارت ثائرتهم واعتبروا الكونت عقبة في سبيل تحقيق أهدافهم التوسيعة وبصفة خاصة مقترحاته بشأن ضم القدس للدولة العربية وفرض قيود على الهجرة إلى فلسطين، وكانت معارضة جماعة شتيرن بزعامة شامير هي الأكثر عنفاً، وبدأت الجماعة التي كانت لها وحدات مستقلة داخل القدس في تنظيم المظاهرات ضد الوسيط السويدي، ثم قرر زعماء الحركة في القدس وهم "إسرائيل" الداد وجوشوا زتلر وماشولام ماكوفر تقديم مشروع اغتيال وسيط الأمم المتحدة إلى زعماء المنظمة ناثان مور واسحق شامير بمقرهم في تل أبيب وفي يوم الجمعة 17 سبتمبر عام 1948 وصل الكونت برنادوت ومساعده الفرنسي الكولونيل بيير أندريه سيرو إلى مدينة القدس قادمين من سوريا وكانا يجلسان في المقعد الخلفي في سيارتهما بعد أن انتهيا من بعض الإجراءات المتصلة بمهمتهما في القدس حين اعترضت طريقهما سيارة جيب مكتظة بعدد من المسلحين وفتح ثلاثة منهم النار على الكونت ومساعده وبعد ذلك عاد القتلة إلى سيارتهم. وهكذا في لحظات نفذت عملية الاغتيال، ويومها سقطت أيضاً ضحية أخرى هي السلام في الشرق الأوسط وظلت تفاصيل الحادث غامضة حيث قرر مرتكبوه الاعتراف في الذكرى الأربعين لاغتيال الكونت.
ومن تلك الأمثلة أيضا قتل الجنود البريطانيين في فلسطين ففي 14 فبراير ، قتل شرطيان بريطانيان في حيفا على يد إرهابيين صهاينة ، وفي 23 مارس ، لقي ثمانية من رجال الشرطة البريطانية مصرعهم على يد الإرهابيين الصهاينة في حيفا ويافا وتل أبيب والقدس ، وفي 8 أغسطس فشلت محاولة لاغتيال المندوب السامي البريطاني السير هارولد مكمايكل و زوجته بالقدس كذلك قام في 6 نوفمبر 1944 ، إرهابيون من منظمة شتيرن باغتيال اللورد والتر موين ، وزير الدولة وممثل الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط الذي كان يقيم في القاهرة .)))) وبعد اغتيال موين ، وتحديدا في 31 أكتوبر 1945 ، قام أفراد من العصابات الصهيونية الثلاث ، الهاجاناه ، الأرجون ، شتيرن ، بتعطيل خطوط سكة الحديد في فلسطين في 242 موقعاً مختلفا كان يستخدمها الجنود البريطانيون وقتلوا العشرات منهم في البلاد ، وفي 27 ديسمبر 1945 ، قام أفراد من الأرجون بقتل خمسة من رجال الجيش و الشرطة البريطانية في القدس ويافا وتل أبيب ، وفي 19 يناير 1946 ، قامت عصابة الأرجون بشن هجوم على السجن المركزي بالقدس مما أدى إلى مقتل ضابطين بريطانيين . وفي 25 إبريل 1946 ، قام الأرجون بهجوم على موقع عسكري بريطاني في تل أبيب ، مما أدى إلى مقتل سبعة من الجنود البريطانيين ، وفي 17 يونيو 1946 ، وقعت اعتداءات متزامنة من قبل الهاجاناه على ثماني سكك حديد رئيسية وجسور على طرق عامة ، وفي 18 يونيو 1946 ، خطف الأرجون ستة ضباط بريطانيين في تل أبيب والقدس . وفي 22 يوليو 1946 ، قام أفراد من الأرجون بتفجير مقر الإدارة المدنية البريطانية في فندق الملك داود بالقدس والذي كان يتواجه فيه أيضا عشرات اليهود ، مما أدى إلى مقتل 200 بريطاني ويهودي . بعد يومين من هذا الهجوم ، أصدرت الحكومة البريطانية كتاباً أبيضاً عن الإرهاب في فلسطين ، اتهمت فيه الهاجاناه ، الذراع العسكري للوكالة اليهودية العالمية في فلسطين ، والتي كانت تتعاون معها في البداية لتنفيذ وعد بلفور ، بالقيام بأعمال إرهابية بالاشتراك مع عصابتي الأرجون و شتيرن ضد قوات الانتداب البريطاني. وفي 12 يناير 1947 ، قتل اثنان من الشرطة البريطانية واثنان من الفلسطينيين إثر تفجير سيارة ملغومة من قبل الآرغون في مقر الإدارة البريطانية في حيفا ، وفي 28 فبراير 1947 ، قتل إرهابيون صهاينة 20 شخصاً من المدنيين الفلسطينيين ومن أفراد الجيش والشرطة البريطانية خلال هجوم على نادي الضباط البريطاني بالقدس ، وفي 26 إبريل 1947 ، قامت الأرجون بتفجير سيارة ملغومة في معسكر (سارونا) البريطاني بالقرب من تل أبيب ، مما أسفر عن مقتل 6 من رجال الأمن البريطانيين ، وفي 21 مايو ، نفذت عصابة الهاجاناه عمليتين إرهابيتين بالقرب من تل أبيب أسفرتا عن مقتل فلسطينيين وجرح سبعة آخرين بينهم جنود بريطانيون . وفي 5 يونيو ، أعلنت عصابة الأرجون مسئوليتها عن الرسائل الملغومة التي أرسلت إلى كبار المسئولين البريطانيين ، وفي 30 يوليو 1947 ، أعلنت الأرجون أيضا قيامها بتنفيذ الإعدام بحق رقيبين من الجيش البريطاني خطفا قبل ذلك التاريخ. كل ذلك تم رغم العلاقات الحميمة والدعم القوي الذي كان يجده الصهاينة من بريطانيا ولم يكن القصد من إغتيال هؤلاء الحلفاء هم بعينهم ولكن تم ذلك إما من أجل إيجاد وقيعة بين العرب والبريطانيين أو خشية من تحقيق أشياء لايرغبونها وإستباقا لذلك يتم الإغتيال كذلك لا ننسى ماقامت به إسرائيل من قصف للسفينة ليبرتي وإغراقها ففي 8 يونيو حزيران عام 1967 عندما تعرضت ودون سابق إنذار لقصف جوي وبحري. وأسفر الهجوم الذي استغرق 40 دقيقة عن مقتل 40 على الأقل وإصابة 170 آخرين وإلحاق أضرار جسيمة بالسفينة. وكان هذا الهجوم من جانب أقرب حلفاء الولايات المتحدة.. إسرائيل التي قالت إنها كانت تستهدف السفينة الحربية المصرية القصير، ولكنها أخطأتها وهاجمت ليبرتي. وانتهت العديد من التحقيقات الأمريكية والاسرائيلية إلى أن الحادث كان محض مصادفة. ولكن الأمر بالنسبة لبروميت، وغيره من المؤمنين بنظرية المؤامرة، فان السلطات الأمريكية متورطة في عملية تعتيم على ما قامت به إسرائيل.
فهل من أجل ذات الأسباب يتم إغتيال باراك أوباما؟ من يدري ربما الأيام القادمة تحمل الجواب لهذا التساؤل..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق